من يبكي على الشيعة

تحولت جلسة البرلمان في( 4 آب 2014 ) الى مناشدة الضمير الإنساني من قبل النواب فقد دافع كل نائب عن مكونه الا الأغلبية البرلمانية من الشيعة المنشغلة بالصراع على الكرسي , فقد استطاعت النائب "فيان دخيل" من سحب الأضواء بعد أن أجهشت بالبكاء حد الانهيار على المجزرة التي طالت أهلها الايزيديون في سنجار وهذا هو ديدن كل نائب يتحسس بالآلام أهلة وأوجاعهم وجراحتهم شاطرها الحزن كل من شاهدها وثمن فيها هذا الشعور وعرف أن اختيارها كممثل عن الايزيديون كان عين الصواب. مجزرة الإخوة الايزيديون لم تكن الأولى وليست الأخيرة في مسلسل جرائم داعش ومن ساندهم فقد طالت المسيح والشيعة وكل المكونات لكن الوقع الأكبر في مسلسل الجرائم كان على الشيعة المكون الأكثر في العراق في عدد السكان والأكثر في عدد النواب في البرلمان العراقي,هذا المكون الكبير تعرض عبر تاريخه الممتد أكثر من 1400 عام إلى القتل والتكفير والتهجير والتهميش والإقصاء ولا تمر مرحلة ألا وله نصيب منها في القتل والإقصاء والتهميش بدا بالدولة الأموية وصولا" بالعباسية والعثمانية وبناء الدولة العراقية وانتهاء بنظام البعث, اللهم الا في فترة حكم الزعيم قاسم تنفس الصعداء ودفعها أضعاف في زمن البعث حيث دفن أبناءه إحياء وأذابوا في أحواض التيزاب وزجهم في حروب عشوائية بتهم متعددة كان أبرزها انتمائهم الى حزب الدعوة وعلاقتهم بإيران وغيرها من تهم التي طالت مراجعهم الدينية واعدموا على أثرها, ويوم ثار على النظام في الانتفاضة الشعبانية تعاضدت عليه كل قوى الشر والتكفير للاخمادها وأبيدت شر إبادة بل استكثروا عليها حتى الاسم فبعد ان كانت غوغاء(ثورة الفقراء) سمية صفحة الغدر والخيانة, ناهيك على النعوت التي نعت بها أبناء هذا المذهب من الأنظمة الطائفية, وبعد عام 2003 تنفس هذا المكون الصعداء بعد ان تحول العراق من نظام شمولي إلى ديمقراطي برلماني وأنصف هذا المكون وكان ممثليه في البرلمان أكثر بحكم عدد سكانه, لكن الأعداء استكثروا عليه هذا الأنصاف واستمروا بمسلسل القتل والذبح والسيارات المفخخة والعبوات والاغتيالات,وممثليه انشغلوا بمصالحهم الشخصية والامتيازات التي يحصلون عليها ثم تعالت الخصومات على السلطة فيما بينهم وجمهورهم يدفع ثمن هذا الانقسام والفرقة ومر عقد من زمن الديمقراطية ولم تشهد مدنهم خدمات بمستوى الثروات المكتنزة تحت اقدامهم من النفط ,استغل المتربصين من اقرأنهم السياسيون هذا الانقسام واستكثروا عليهم الحكم وبيتوا النوايا مع دول الجوار الى ان وصل الامر الى تحريض ابناء المناطق الغربية ذات الاغلبية السنية عليهم وتفاقم الامر مع زياد فجوة الخلاف بين قادة الشيعة واستغلت داعش الأمر وحققت مأربها العدوانية في سقوط الموصل وصلاح الدين ليقدم الشيعة أكثر من 1400 طالب من منتسبي معسكر سبايكر قتلوا بأبشع صوره تناقلتها "مواقع التواصل الاجتماعي والنت" على اثر خيانة ليست الأولى ولا الأخيرة في مسلسل دعاش ضد الشيعة , وتبنوا الدفاع عن اخوانهم من المكونات الأخرى ضد داعش وقدموا شهداء وجرحى وأعلنوا الجهاد دفاعا" عن شمال العراق ومناطقه الغربية رغم تسميت القوات المسلحة بالمليشيات او قوات المالكي ,هذا جزء يسير من مجازرهم عبر التاريخ فما خفية كان اعظم, وكل هذا لم يجدوا نائب يبكي او يرفع صوته في البرلمان, كما فعلت النائب افيان دخيل, اللهم الا في الاستهلاك الانتخابي شهدنا اصوات للأغراض الشحن والتعبة, ترى من يبكي على هذا المكون الذي نذر نفسه مشروع قتل لا ذنب لهم الا انتماءهم الى مدرسة ال بيت النبي.