مواضينا العوالي!!.. شعر: د. صادق السامرائي

 

تُسائلُ عن مَواضينا العوالي

أماجيدٌ مِن الحُقبِ الخوالي

 

فتنهرُنا , تطالبنا جَوابا

عَن الوَجعِ المُعنّى بالتوالي

 

وتُدْرينا بأسْبابِ الخَطايا

وتمْنَحُنا مَفاتيحَ النّوال

 

وتُرْشِدُنا لحاديةِ انْطلاقٍ

سَيأخذنا لآفاقِ الكمال

 

وتُلهِمنا مَعانيُها دروسا

مُجرّبة بواضِحةِ الفِعال

 

بلادُ العربِ ما تركتْ هُداها

ستهوي نحوَ عاديةِ الزوال

 

وإنّ الضادَ مَوصولٌ بعزٍّ

يُتوّجها بفرقانِ الْجلال

 

لغاتُ الناسِ ينبوعُ الأماني

فلا أملٌ بلا لغةٍ مِثالِ

 

هيَ الأفكارُ في كلمٍ تبدّتْ

جواهرُها كمَبروقِ الصِقال

 

لسانُ العُرب يا عَربُ اسْتغاثت

فأضْحى الضادُ مُنعَجمَ المَقال

 

نجيدُ لغاتهم ولنا تُراثٌ

عَقرناهُ بجاهلةِ السؤال

 

كأنيّ أجنبيٌّ بينَ قومي

أخاطِبُهمْ براجحةِ الوصال

 

هوَ القرآنُ مُكتنزٌ عَظيمٌ

يُعلمُنا ضروراتَ العَقال

 

هَجرناهُ , ألِفناهُ كرَسمٍ

ومَقرأةٍ بأصْواتِ الرجال

 

فدامَ الهَوْنُ عِنوانَ ارْتهانٍ

يوَجّهنا إلى سوءِ المآل

 

وأضْحى المَجدُ مَعصوبا ببؤسٍ

ومُرتديا جلابيبَ المُحال

 

جَهابذةٌ على الأزمانِ سادوا

بفرقانٍ وأنوارِ الرسالِ

 

جَهلناهمْ وما تبعتْ نُهانا

سِوى غَثثٍ مِنَ الفِكرِ الخِطال

 

قطعْنا أيّ رافدةٍ لمَجدٍ

وعِشنا فوقَ مائجةِ الرمال

 

أغارتْ في مَغاصَتها خُطانا

فقاسَتْ من تباريحِ الكَلال