من يقف وراء الحرب النفسية ضد الكورد ؟

يتعرض الشعب الكردي في أقليم كردستان هذه الأيام الى حرب اعلامية – نفسية شرسة ، ابرز اسلحتها فبركة الأخبار ونشرالتقارير الكاذبة وقلب الحقائق و الترويج للأشاعات المغرضة والتطاول على القادة الكرد بأسلوب مبتذل ورخيص ، هذه الحرب القذرة تهدف الى التأثير على المعنويات العالية للشعب الكردي وبيشمركته الأبطال الذين يخوضون اليوم معارك ضارية ضد عدو شرس مجرد من كل القيم الأخلاقية والأنسانية .
أتابع أخبار المعارك عن كثب واعرف البطولات التي يسطرها أبناء كردستان في ساحات النضال والشرف والكرامة حفاظا على أمن كردستان وحرية أبناءها . ولكن العديد من وسائل الأعلام العراقية والعربية أختارت – ويا للعجب - الأصطفاف الى جانب داعش . ، ونحن لا نتحدث هنا عن وسائل الأعلام الأسلاموية والبعثية والقومية الشوفينية ، لأن عداءها للكرد معروف ، بل عن وسائل اعلامية كنا نحسن الظن بها ومنها موقع الكتروني مشهور وهو موقع ( ايلاف ) .
ففي الوقت الذي دحرت فيه قوات البيشمركة ارهابي داعش في كل جبهات القتال وخاصة في جبهة مخمور وكوير ، نرى احد محرري الأخبار في هذا الموقع وهو اسامة مهدي يقلب الحقائق رأسا على عقب وينشر تقارير اخبارية يومية كاذبة ومختلقة عن المعارك الدائرة هذه الأيام بين قوات البيشمركة وارهابي داعش ليس فيها معلومة واحدة صحيحة ولا صلة لها بالواقع بتاتا.
اسامة مهدي يضرب عرض الحائط كل المعايير الأخلاقية والمهنية للعمل الصحفي بنفس طائفي واسلوب بذيء ينم عن حقد شوفييني دفين ضد الكرد ، ففي تقريره ليوم 6 أغسطس زعم ان بلدة مخمور سقطت بيد داعش في حين ان قدم داعش لم تطأ هذه البلدة الآمنة الصامدة قط ، وتحول هذا التقرير الى فضيحة صحفية و انهالت على ( ايلاف ) تعليقات بالعشرات تتهم فياض بالكذب المكشوف وفبركة الأخبار وقلب الحقائق رأسا على عقب ، مما أضطر الموقع الى حذف التقرير . غير ان فياض عاد يوم 7 اغسطس لينشر تقريرا آخرمنحازا لداعش يقول فيه – خاب فأله - بأن داعش على ابواب أربيل . في حين ان قوات البشمركة دحرت داعش على مقربة 15 كيلومترا من مخمور من جهة محافظة نينوى وكذلك على اطراف بلدة كوير التي تبعد كثيرا عن مخمور .
لم نكن نتوقع قط أن يتورط موقع مشهور مثل ( ايلاف ) في مثل هذه الفضيحة الأعلامية و يسمح لحاقد بعثي بنشر سمومه وحقده الأسود على صفحاته ، لأن ذلك اساءة بالغة لهذا الموقع المتميز

ليس فياض وحده من يفبرك الأخبار عن الكرد وكردستان وخاصة عن سير المعارك في جبهات القتال ، بل العديد من وسائل الأعلام وبضمنها بعض الفضائيات االعربية مثل ( الجزيرة ) التي فقدت حيادها الأعلامي واصبحت بوقا للجهاديين ومنها فضائية ( البابلية ) العراقية التابع لصالح المطلك الذي افلس سياسيا وشعبيا ويكشف اليوم عن حقده البعثي ضد الكرد .
اذا كانت ثمة فضائيات وصحف ومواقع الكترونية تنقل الأخبار المنحازة او المحرفة من مصادر غير موثوقة لعدم وجود مكاتب او مراسلين لها في اقليم كردستان لمتابعة الأحداث عن قرب وبشكل مباشر ، فأنه لا عذر لفضائية ( السومرية ) التي لها مكتب كبير في قلب مدينة أربيل ، فقد دأبت هذه الفضائية أيضا على الأنحياز في تغطيتها لأخبار اقليم كردستان والمناطق الكردستانية في خارج الأقليم ، وتهويل ما يجري على ارض المعركة ولا تتوقف عن دس السم في العسل ، فهي تخلط عن عمد بين بعض الحقائق وجملة من الأكاذيب بحيث تعطي للمشاهد تصورا كاذبا عما يجري على ارض الواقع .
أما صحيفة ( العالم ) البغدادية ونسختها الألكترونية ، فهي لا تشعر بالحرج من تجميع الأخبار المتفرقة من هنا وهناك ونشرها على صفحتها الأولى كتقارير أخبارية تزخر بالمغالطات والأخبار المجهلة والتي تهدف الى الأساءة للكرد عن سبق اصرار .
ولعل أغرب تلك الأخبار ما نشرته وسائل الأعلام غير المهنية عن منع موقع التواصل الأجتماعي (فيسبوك )في اربيل وسأنشر هذه المقالة في الفيسبوك فور نشرها في احد المواقع الألكترونية ليعرف القاصي والداني الى أي حضيض وصلت وسائل الأعلام العراقية المنحازة .

ولم يقتصر تزييف وفبركة الأخبار وقلب الحقائق لصالح داعش على وسائل الأعلام غير الكردية بل أن ابواق الجماعات الأسلاموية في كردستان تفعل الشيء ذاته ولو بدرجة أفل وبشكل مكشوف حينا ومستتر حينا آخر ، فهي تذيع البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات الرسمية في الأقليم ولكنها في تقاريرها الأخبارية وتحقيقاتها وحواراتها- مع من يؤيد وجهات نظرها من الأصوليين - تردد ما يروجه الأعلام المعادي للكرد من افتراءات واشاعات مغرضة تحت يافطة التحليل والتعليق .
ولكن الأسوأ من من ذلك كله ان بعض الأقلام ( الكردية ) المأجورة استغل انشغال الشعب الكردستاني الأبي بمعركته البطولية ضد الجهاديين لنشر المقالات السوقية البذيئة الزاخرة بسموم الكراهية ضد شعب و حكومة الأقليم .
انها حرب اعلامية – نفسية شرسة يشارك فيها كل أعداء الكرد المكشوفين والمستترين .
ولكن انحياز الحاقدين والمأجورين الى جانب الأرهابيين يدل على افلاسهم السياسي وخوائهم الفكري وتجردهم من القيم الأخلاقية والمهنية وتكشف عن الجهات التي تقف وراءهم من متطرفين جهاديين وبعثيين وقومجيين والأسلاموين المتاجرين بالدين الأسلامي الحنيف .
الشعب الكردي سينتصر لا محالة ولن يحصد أعداءه سوى الخزي والعار .