لا تصلح شماعة الخرق الأمني هذه المرة لتبرير ما حدث من كوارث أمنية، فمن الواضح تماما أن هناك من يدفع بنا بقوة ودهاء إلى اتون جحيم طائفي لن يسلم منه احد، وعليه يجب أن ننتبه جميعا إلى أننا الآن نواجه قوى تعتمد تكتيكا يشعل حوادث ارهابية هنا وهناك في اطار استراتيجية منظمة لا تريد للاحتقان الطائفي أن يخمد. تفجيرات الامس رسالة تقول بوضوح إن كل الامور يمكن ان تفلت زمامها في أي لحظة ، فالواضح أن من يهمه إشعال الفتيل يوجه ضرباته بمنتهى الدقة من حيث اختيار التوقيت والمكان، وكأنه يريد أن يقطع الطريق على أي محاولة للبحث عن حلول حقيقية لجذور المشكلة، بإغراق البلاد في دوامات ودوائر عنف لن تنتهي. بالامس تسلل الخوف الى نفوس الناس، وهم يعيشون في ظل تدهور امني اطل عليهم برأسه من جديد. وازداد خوفهم وهم يتابعون صراع الساسة وخصوماتهم. ويوميا يتسلل الخوف الى نفوس الناس، يخافون على الوطن، بيتهم، وحياتهم، وذكرياتهم، فالخوف يبدأ تدريجياً ويتصاعد حتى يتسع باتساع مدن الوطن وساكنيها، أحساس الناس بان الإرهاب يسكن بالقرب منهم، ويهدد أمنهم ومستقبلهم.. القاعدة «هنا»، تحلم و'الطائفية' تبحث عن نقطة ضعف تدخل منها، وما أكثر نقاط الضعف في وطننا. فالوطن في خطر، وليغضب كل الساسة الذين يزوقون خطبهم بعبارات الاطمئنان، فأغلب الناس غاضبة، برغم ان الغضب قليل أمام ما يحدث، الناس تريد سياسيين يلتفتون إلى ما يحدث داخل البلاد، ليتأكدوا من أن المشاكل اتسعت ولا يمكن رتقها. نقاط الضعف في حياتنا كثيرة، ومنتشرة، ولن يجد الإرهابيون ومن يمولهم فرصة أفضل من هذا الوضع كي يحاولوا اختراقنا، لذا لابد من صرخة حتى يفيق الجميع، الناس تعيش حالة من الاحتقان الدائم، من الكراهية للعملية السياسية، من الإحساس بالظلم.. فقراء بلادي مظلومون، الشباب يضيعون في بحور البطالة، والنصابون يزدادون ويتاجرون بأحلام وأموال الناس، والخصومة تزداد بين اشباه السياسيين انفسهم، وبينهم وبين عامة الشعب، وبين المسؤول والمسؤول، أصابع خائنة تشعل نار الفتنة الطائفية، والتحريض على العنف الذي وصل إلى اقصاه، والناس حائرة بين ان تصدق وعود الساسة او تكذبها، الانسان لم تعد له قيمة، كل شيء قابل للاشتعال، والحكومة تصرف من ميزانية الدولة على مشاريع لم يشعر المواطن بأهميتها، والاستثمار مشبوه، ولا أحد يعرف أين تذهب المليارات، ولماذا يعيش الملايين من الناس تحت خط الفقر؟.الصمت أصبح شعار المرحلة، الوطن 'يكره بعضه بعضاً ' ، لذا لا بد من أن نخاف جميعاً، فالإرهاب يسكن بالقرب منا. لعل أكثر السيناريوهات كابوسية وقتامة أن تستمر حالة الانفلات الأمني، عبر تكرار لحوادث هنا وهناك، لتعيش مدن العراق كافة في فوضى أمنية مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات.. ليخرج علينا رجال الحكومة في لحظة اليأس تلك ليقولوا لنا الحل ان نلوذ جميعا في ظل قائد قوي وهمام.. عندها سيعلو صوت المعركة على كل الاصوات.. وبالتالي علينا جميعا أن نعيش في ظل ارق امني متواصل.. فلا خدمات ولا عدالة اجتماعية.. ولا دولة مؤسسات.. فيما يواصل البعض كل يوم اختراع عدو جديد شرير يتربص بمنجزات حكومة المالكي. ليس مقبولا أن تستمر هذه اللعبة التي أُريد من ورائها السيطرة على كل شيء، وأي شيء. هناك ألغاز مطلوب الإجابة عنها: من المسؤول عما حدث؟. من يتحمل التقصير؟؟ لماذا تنجح الجماعات الإرهابية في تحقيق أهدافها؟ من هم الذين يسهلون لهذه الجرائم أن تحدث ؟ في كل يوم يتهم السيد القائد العام للقوات المسلحة خصومه السياسيين بالتربص، كما يتهم الإعلام بأنه محرض، وكل همه هو تصيد الاخطاء والخطايا، في المقابل يبدو أن القائد العام ومن معه يرفضون النظر إلى المرآة مصرين ان يروا القشة في عيون منافسيهم ، ولا يروا الخشبة في أعينهم. السيد القائد العام أنت المسؤول، لأنك ارتضيت أن تمسك خيوط الملف الأمني كلها بيديك ولهذا لم يعد مقبولا أن تستمر 'طبطبتك' على أكتاف المسؤولين الأمنيين والابتسام في وجوههم. السيد القائد العام ننتظر إجابات حقيقة ومسؤولة، لا إجابات على طريقة السيد قاسم عطا 'دام ظله الأمني علينا' صاحب نظرية 'الوضع تحت السيطرة'. |