سليم الجبوري.. يدرك مصلحته من رئاسة النواب
أصغى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، خلال جلسة مع الاعلاميين، لآرائهم وإعتراضاتهم، على كل ما يجري، تماما بنفس الاهتمام الذي ابداه للمجاملات الشعاراتية، وابرزها ان البلد يمر بمحنة، توجب الكف عن إبداء الملاحظات، ريثما تتحرر المحافظات من "داعش" متناسين.. عمدا.. أن سقوط المحافظات بيد الارهاب، ناتج عن إهمال مجلسي النواب والوزراء لملاحظات الشعب الميدانية.
المعاناة اليومية للناس، والتي فاقت كل تصور، بينما المجلسان الموقران مشغولان بالمصالح الشخصية والفئوية لأعضائهما.
اختلف الحاضرون في ما بينهم، يتجادلون، والسيد الرئيس يصغي بإهتمام، ريثما أكملوا ما عندهم، فلم يعن بمناقشة طرح ما، مما ورد، سوى الشعارات.. أكدها وفلسفها وعمقها وأثنى على طارحيها وايد مضمونها وشجع على منظومة التفكير الشعاراتية.. مريحا ومستريحا.
ما يدل على ان الرجل يدرك حجم النعمة التي أغدقها عليه القدر، ويعرف كيف يصون راتباً خرافياً، في "ديرة فنطزة" فلماذا يعرض نفسه لمغبة العمل الجدي، وسط مجتمع توافق فيه الضحية والجلاد؛ فالمتضررون الآن من انسحاب الجيش الامريكي، هم نفسهم الذين طالبوا بخروج المحتل.
وقد وضعت لهم داعش "خروج" المحتل في قنانٍ فعلا!
أطر الرئيس الجبوري أبعاد مجلس النواب، ملما بشروط اللعبة، مجيدا اداءها، محدثا الناس على قدر عقولهم، ومن يبالغ يوليه إحتراما من دون إهتمام!
هكذا يسير البعض، مع المجموع، وخطواتهم متفردة.. لا ينفرطون عن الجمع، انما يجمعونه حول انفراطهم، وهي موهبة تصقل بالمران، فترتقي بصاحبها الى مجلس يتقاضى أعضاؤه رواتب خرافية.. بلا عمل، من دون ان ترتوي لديهم شهوة المال.
أؤلئك هم الأعضاء، فكيف برئيس الـ "game" الجديد، الذي انطلق بنهاية سابقه، على لسان مندوب العراق في الامم المتحدة د. محمد الدوري، يوم الاربعاء 9 نيسان 2003.
لكل زمان دولة ورجال، يساوونهم بالفعل ويعاكسونهم بالادعاءات؛ إذ ماذا عدا مما بدا؟ كنا بيد "الأعراب" يهينوننا بـ: "عجل خيي" وآل أمرنا الى "الأرياف" يجلدوننا بالـ: "جا خوية".. من ايدي قتلة الى ايدي حرامية.