التظاهرات.. المستأجرة

بعد أن لم يجد أمامه وسيلة لتشبث بالكرسي ، التجأ المالكي إلى وسيلة أضعف الإيمان الدستورية وهو أسلوب التظاهرات في جميع المحافظات بتنظيم المظاهرات مؤيده لبقائه لولاية ثالثة ، يقوم بها بعض من مرتزقة إسناد العشائر المدفوع لهم الأجر مسبقاً وقسم من عمال المساطر الفقراء التي تدفع لهم أجرتهم بعد انتهاء المظاهرات .
أن قيام المالكي بتلك المظاهرات التي لا تذر ولا تنفع دليل على إفلاسه بعدم القبول على ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء من قبل اغلب الكتل السياسية الوطنية وحتى قسم من الكتل المنضوية تحت ائتلافه . فقد جن جنونه ووجد هذه الوسيلة الدستورية ليتظاهر عسى أن تتراجع الكتل السياسية عن موقفها ، ولكن الكتل السياسية والمرجعية الدينية مصرة على عدم توليه السلطة لمرة الثالثة لفشله في قيادة البلد مما أدت سياسته إلى تمزق البلد واحتلال بعض مدنه من قبل مرتزقة داعش وتشريد الشعب على مختلف مكوناته وقومياته وقتل الأطفال والنساء وبيعهن في سوق ألنخاسة .
أن تسخير جميع موارد الدولة ومؤسساتها والاستعانة بالمرتزقة المأجورين لدعمه في البقاء لولاية ثالثة هو الإفلاس بعينه بعد أن وجد صوت المرجعية الدينية قد هز عرشه المحطم فأخذ تلك الوسيلة الضعيفة التي كان يحاربها ويعتقل ويقتل ويطارد كل من يتظاهر ويطالب بحقوقه ويعتبر هؤلاء مرتزقة ، فما بال الذين يقومون اليوم بالتظاهر في ساحة التحرير في بغداد ،أليس هم مرتزقة مأجورة من أجل خلق بلبلة في الوضع الأمني للبلد والذي يفتقد إلى حالة الاستقرار بسبب سياستك المتردية ، وان التظاهر بهؤلاء المرتزقة دليل على مساهمتك في تردي الوضع الأمني .
لقد صور المالكي لمرتزقته إن التظاهر هو للمطالبة بالاستحقاق الدستوري ، وأنه حق لن يتنازل عنه ، لكونه حصل على أعلى الأصوات ، وأنه لا يخضل الناخبين الذين صوتوا له ، وأنه الكتلة الفائزة الأكبر ، وعلى رئيس الجمهورية أن يكلفه لتشكيل الحكومة المقبلة ، وان لم يكلفه فانه انقلاب على الدستور . نقول إن الأصوات التي حصلت عليها ليست تؤهلك إلى منصب رئيس الوزراء بل هي تؤهلك لتكون عضو برلماني في مجلس النواب ، وأن منصب رئيس الوزراء بحاجة إلى توافقات سياسية بين الكتل لتكوين أغلبية داخل مجلس النواب ، وبالنظر لعدم امتلاك ائتلاف المالكي للأغلبية في مجلس النواب لذا يحتاج على تحالف مع بعض القوى ، وان جميع الكتل السياسية ترفض التحالف معه ، فأنه التجأ إلى التحالف الوطني لتشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان ، وخير دليل على أنه دخل في التحالف الوطني هو ترشيح ألعبادي لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان على حصة التحالف الوطني وليس على ائتلاف دولة القانون ، فقد أثار غضبهم من ترشيح ألجلبي ومنافسته للعبادي واعتبره خائن ، فإذا كان الجلبي ليس من ائتلافهم لماذا يعتبرونه خائن ؟ وهل تم ترشيح ألعبادي إلى هذا المنصب بعيدا عن توافقات التحالف الوطني ؟ إن ائتلاف دولة القانون يقود التحالف الوطني نحو التمزق والتفرقة طمعاً بالسلطة وانه يتحمل كل التبعات التي تؤدي إلى تمزق هذا التحالف لأنه يريد أن يجعل التحالف معبر نحو الكرسي كما فعلها في الولاية الثانية ولكن التحالف انتبه لهذه الخطة السخيفة ولم تمر عليه مرة ثانية .
أن إصرار المالكي على البقاء بالسلطة على الرغم من مناشدة المرجعية الدينية بعدم التشبث بالسلطة وكانت تقصده بالذات ولكنه لا يسمع تلك المناشدة ، بل لجأ إلى أسلوب التظاهر على المرجعية الدينية التي دعت بالأمس إلى تكاتف جميع القوى الوطنية لمحاربة داعش ، نجد المالكي يحرض مرتزقته على التظاهر , فبالقدر أن يتظاهروا ، لماذا لا يذهبوا إلى المناطق الساخنة لمحاربة داعش وتحرير المدن المحتلة . هل أصبح الكرسي اعز من الوطن ؟ لقد تمزق البلد وتشرد الشعب بوجود المالكي لمدة أكثر من ثمان سنوات ، فما بالكم إذا بقي أكثر من ذلك ؟ بالتأكيد .. لا يوجد وطن أسمه العراق .. فانتم أيها المتظاهرون المرتزقة المستأجرون ارجعوا إلى وعيكم .. وانظروا إلى وطنكم .. فلا ينفعه بقاء المالكي .. واتبعوا قول المرجعية .. عسى أن يصبكم خيراً .