المالكي وابواب جهنم

تمتاز النظم الديموقراطية عادة بالتداول السلمي للسلطة, وكل مسؤول يأتي عن طريق هذه الديموقراطية, بطبيعة الحال يسعى لبناء مرؤوسيه, من خلال البحث عن ما يُعْلِي شأنهم, ويطور أحوالهم, ويسعى لتحسين أوضاعهم على كافة الاصعدة.

لم يحدث -على حد علمي- ان قام رئيس مُنْتَخَب ديموقراطيا, بتهديد شعبه, وتوعدهم بالعذاب, فالديموقراطيون بطبيعتهم مُتَقَبِلُون لجميع الآراء, ويؤمنون بالتداول السلمي للسلطة, كما انهم يأخذوا الفائدة من تجارب الاخرين, وهُماي الديموقراطيين- يسعون للبقاء بالسلطة, من خلال البرامج الانمائية, التي تطور الاوطان, وكذلك من خلال رؤاهم الاستراتيجية, بحتمية استشعار هموم المواطن, والنزول عند تلبية احتياجاته.

المالكي, يعد رئيسا جاء باطر ديموقراطية, لكنه صدم الجمهور, ونسف كل متبنيات العراق الجديد, ونسف قيمه الشخصية, وقيم حزبه, من خلال تصريحه الاخير يوم الاربعاء خلال كلمته الاسبوعية.

خلال هذه الكلمة أشار المالكي, بوجوب تكليف مرشح الكتلة الاكبر, برئاسة الحكومة, من قبل رئيس الجمهورية, مشيرا الى انه يمثل المرشح الاوحد للكتلة الاكبر, وقد هدد المالكي في حال عدم تكليفه, فان ابواب جهنم ستفتح على العراق.

أَسْتَغرِبُ كثيرا, من اطلاق هكذا تصريحات, من رجل يمثل راس الهرم, في السلطة التنفيذية, والذي يَتَحَتَمُ عليه, ومن خلال هذا المنصب, ان يغلق كل ابواب جهنم, التي تُفْتَح على شعبه, لا ان يقوم هو بفتحها.

هل ان حب السلطة يعمي البصيرة لهذا الحد؟, هل بإمكان شخص ما, التنازل عن كل قيمة, في ساعة نزوة؟ واي نزوة تلك؟ نزوة الملك الفاني, هل لرجل يمثل خط اسلامي؟ بهذه السهولة, ان ينقلب على كل المفاهيم التي تربى عليها؟.

ثم, أَ لَمْ يتذكر السيد المالكي -وهو يطلق تصريحاته- أن شعبه يحترق, بنيران الفقر من جهة, ونيران المجاميع التكفيرية, التي إستباحت دماء ابنائه من جهة اخرى؟ أي ابواب جديدة يريد لها ان تُفْتَحْ؟ وهل في نية المالكي احراق العراق, اذا ما تم استبعاده من رأس السلطة؟ انها سيناريوهات معقدة, تزيدها شهوة الملك تعقيدا.

ان جل ما اخشاه, هو تأويلات عبيد السلطة, فاعتقد ان هناك من السذج, من سياتي ويقول, ان خازن النيران هو مالك, وان المالكي هو مالك نفسه, وهو بيده من يفتح او يغلق ابواب جهنم, لا تستغربوا من خشيتي هذه, فبهذه العقليات تُسْتَحْمَرُ الشعوب