إذا فـات الفـوت مـا ينفع الصـوت |
جاء تكليف الدكتور حيدر العبادي بتأليف الوزارة الجديدة لوضع نهاية للتخبط والمزايدات والصراع على منصب يعتبر تكليف لا تشريف ونحن نعاني من أوضاع مأساوية وخطر داهم يهدد كل العراقيين بمختلف مكوناتهم , ونحن بحاجة الى وضع النقاط على الحروف بأسرع وقت ممكن خاصة وإن هذا الوقت حرج ولا يحتمل التباطؤ , فداعش على بعد كيلومترات وتهدد وتقتل وتهجر وتبيد بينما السيد المالكي الذي " خدم" كرئيس وزراء للعراق لمدة 8 سنوات لم يحقق شيئاً سوى زيادة الفرقة وتعميق الهوّة في بلد متنوع المكونات , المشاحنات لم تتوقف والصراعات لم تقف رغم الخطر المحدق من كل الجهات , والدليل على إن المنصب هو المهم وليس مصلحة الشعب العراقي , خرج علينا بعض المستفيدون من بقاء السيد المالكي ببيان يعكس الصراع حتى داخل " دولة القانون" والأنانية التي لا تصلح للعراق الجديد , فتداول السلطة أمـر يجب أن تسير عليه عجلة الديمقراطية , وبعد تكليف شخصية أخرى محسوبة على التحالف الوطني وإعتراض جماعة " دولة القانون" عليها يدل دلالة واضحة على إن التكتلات حتى داخل هذا التحالف غير مؤتلفة ! وبعد أن تم تكليف السيد العبادي إنتهى الكلام عن تجاوزات ويجب على كل السياسيين أن يقبلوا بهذا التكليف والبدء بالمشاورات وتقديم الأسماء المناسبة للمناصب الوزارية لكي تسير عجلة بناء العراق , وأقول لكل الذين "إعترضوا" على التكليف ," إذا فات الفوت ما ينفع الصوت" فأمريكا رحبت بالتكليف وأوروبا وكل العالم كان ينتظر نهاية لهذا الصراع بين الشيعة أنفسهم على منصب يخدم كل العراقيين وهو منصب حتمته " المحاصصة الطائفية" والدستور المشوه , لذا دعوا القطار يسير على السكة بأمان يا حزب الدعوة وإلا سينقلب عليكم الشعب وينبذكم مثلما نَبَذ حزب البعث و مشتقاته , عليكم أن ترضوا بالواقع و لا تعرّضوا العراق الى مخاطـر مضاعفة من أجل مناصب ومصالح حزبية ضيقة . كونوا مسلمون حقاً وليس شعارات بان معدنها المزيف ! |