خرج حذاءُ الملك للنزهة يوماً ولمّا عادَ قال للملك: "خشيتُ على سلامتكَ يا مولاي فآثرتُ التنزّهَ وحدي حتّى ظنّني الحرسُ النائم سنجاباً أو قنفذاً يمرّ كانت الشوارعُ تهبطُ كأنّها تنحني لي والمنازلُ تنهضُ كأنها تأتمرُ بي والقمرُ كأنّهُ حارسٌ" ثمّ وقف ذليلاً عند قدمي الملك قال الملك: "لا تثريبَ عليك ولكنْ حذارِ! مِنْ بطش العامّةِ وكيد الدّهْماء فأنا أخشى عليك في الليل مثلما تخشى عليّ في النهار" فازداد الحذاءُ التماعاً حتّى كاد أن يصيحَ بالملك: "أنا الشمس" ومنذ ذلك اليوم والحذاءُ يخرجُ في الليل وينامُ في النهار عارفاً أسرارَ العباد كلّها صغيرَها وكبيرَها شاردَها وواردَها حتى حانَ موعدُ تنصيبهِ تاجاً للملك قال الملك: "يا حذائي ويا تاجَ راسي"
ــــــــــــــ من مجموعة (قفا نبكِ) الصادرة سنة 2002
|