دكتاتورية بعثية... برداء شيعي

التزامن الذي حصل اليوم، بين عزل رئيس هيئة المساءلة والعدالة، والتفجيرات الاجرامية التي حصلت في اغلب مناطق العاصمة الحبيبة بغداد، ما هو الا استكمالا للسياسة العرجاء، والنهج اللاسليم، والازدواجية المعلنة، لرئيس الوزراء المالكي.

فهذا الرجل الذي عرف عنه انه كلما يقع في مازق، يحرك مشاعر السذج من القوم، بشعاراته الكاذبة الخداعة، القائمة على اساس الطائفية وعودة البعث، او قل انه انتهج سياسة التغطية على فشله الذريع في ادارة شؤون الدولة طيلة كل هذه السنوات باعتماده على اشعال النزعة الطائفية، والعرقية، وتغذيتها بالمال والاعلام والدعايات والاشاعات.

وهذا ان دل على شيء فهو يدل على الافلاس بكل معانيه، والتنصل عن الهدف والواجب الحقيقي الذي تكلف به واقسم عليه عند ادارته لشؤون الحكومة.

والا بالامكان هنا ان نسال سذج القوم وهمجه الرعاع، ممن يدافعون على عمى اعينهم، عن الحكومة، دون نظرة موضوعية، خالية من التزلف، ماذا تسمون تصرفات دولة الرئيس الاخيرة، في عزله رئيس الهيئة، بعد ان تصدى لاحد رموز البعث الشوفيني، القاضي مدحت المحمود؟.

اليست هذه محاباة للبعث، وتقوية وعودة لرموزه العفنة، على عكس ما يروج له دولة الرئيس وكابينته الحزبية، ويصدره للخارج المجتمعي المنخور فكريا وعقائديا؟.

ماذا نسمي تسنّم الضباط الكبار البعثيين للقيادات الامنية العليا في البلد، والذي عرف عنهم باجرامهم بحق شعبهم وخدمتهم لرموز السلطة الصدامية العفلقية انذاك؟.

هل يمكن ان يجيبنا دولة الرئيس على هذه الاسئلة؟.

واذا كان لا يملك الوقت لذلك، بسبب انشغاله بالتغطية على ملفات الفساد وحماية المفسدين، هل بامكان الهمج الرعاع ممن يدافعون عن سياسته ويزمرون له على عمى اعينهم ان يخبرونا عن سبب افعاله وتصرفاته الهوجاء القبلية هذه؟.

ماذنب الناس؟، كل يوم تقتل وتقطع اشلاؤها، وتذر في كل قطعة من هذه الارض؟.

ما ذنب الامهات التي لا تعرف مذ انجبت ابناءها الا النوح على فقدهم؟.

ما ذنب الشباب، يزفون بثياب دمائهم عوضا عن بدلات زفافهم؟.

ما ذنبنا جميعا، وحاكمنا محمي من الشرق والغرب؟، على خلاف كل حكام العالم.

ما ذنبنا وكل المسؤولين لا يابهون لما يجري علينا، بعد ان امّنوا على حياة عوائلهم؟، وادخروا في مصارف الخارج اموالهم.

هل سيبقى بعض قومي ممن لا يجيدون لغة التفكير، يطبلون ويهرجون للرئيس بدواعي حفظ التشيع، بعد ان بانت تصرفات الحاكم البعيدة كل البعد عن التشيع ومصالحه؟.

كفانا سذاجة، وانغلاقا على انفسنا، وتزلفا لمصالحنا، كفانا ثرثرة من دون عمل.

كفانا بيعا للارواح بابخس الاثمان في سوق النخاسة.

كفانا ظلما للشهيد الصدر الاول، بالتزمير والتهريج لافعال من يدعون الانتماء له، والتي تقتله كل يوم شر قتلة.