لاتكونوا كأصحاب مرسي ؟

 

عندما أُجبر الجعفري عام 2006 على ترك منصب رئيس الوزراء وهو الفائز به بالتصويت داخل التحالف الوطني ..تحت إصراروضغط الشركاء السياسيين ورغبة الدولة الراعية للعملية السياسية (أميركا)...حينها أذعن الجعفري للأمر الصعب ولكنّه حاول أن يُخفف من وقع الصدمة عليه وأن يُجنّب حزبه... حزب الدعوة آنذاك خسارة منصب رئاسة الوزراء فأصرَّ على تسليم المنصب الى أحد أعضاء حزب الدعوة وهذا ماحصل فعلا وتقلّد المنصب السيد نوري المالكي أبو اسراء...وبذلك قد ضمن للحزب كرسي مجلس الوزراء وهو المطلوب ثم تم إستبعاد الجعفري (إنتخابيا ) من أمانة الحزب ليتحمّل الخسارة وحده . ماجرى بالأمس من تكليف للداعية البارز حيدر العبادي بمنصب رئيس وزراء العراق لايشبه ماجرى عام 2006 لسبب أن السيد المالكي مُنح فرصة كبيرة وشغل المنصب لأكثر من ثمان سنوات هذا اولا ...وثانيا الشخص البديل هو من حزبه ومن رفاقه المقربين وهذا يعني أن حزب الدعوة إحتفظ بالمنصب لثلاث دورات وهو مايسعى له الحزب جاهدا. فلايدعو الأمر الى الإنشقاقات الجديدة والإتهامات والتسقيط لشركاءهم بالنضال والجهاد ...قضي الأمر ورُحب به عالميا ومحليا ..والشعب تشخب دماءه في كل أنحاء العراق ومستهدف من أقذر عصابات القتل والإرهاب فعلامَ التمادي وإطلاق العنان للألسنة التي تطاولت حتى على مقام المرجعية الدينية واتهمتها بالتآمر وكأن الولاية الثالثة خلافة علي بن ابي طالب عليه السلام ! ويكفي البكاء على خرق الدستور لأن هذه مهزلة ونكتة مضحكة والله ..من 2010 الدستور فقد أهليته إلا ماوافق المصالح والمنافع الخاصة ...فأي إتفاق جرى وفق الدستور ؟ ولاتغرّنكم الأصوات والهوسات والتطبيل ...إنتظروا إسبوعا واحدا وفتشوا عن أصحابها في زوايا السلطة الجديدة ...لاتستغربوا خصوصا إذا علمتم أين كانوا قبلكم ! مايحزننا الكتابات والتعليقات على مواقع الإنترنيت والتصريحات من على شاشة افاق لما تحمل من تنكيل وتسقيط لشخص بالامس كان الناطق بأسم الكتلة الدعوية وبأسم حزب الدعوة ! يكفي ما لاقاه ويلاقيه الشعب العراقي من ظلم وقتل... عودوا الى أدبيات برامجكم الحزبية وشعارات أم الولد ؟ وإدعوا الى صاحبكم بالنجاح والتوفيق وكونوا عونا له ..ولاتكونوا كأصحاب مرسي ..فأمرهم لايشبه أمركم ولو ان البعض يحاول التشبّه بحركاتهم ويحاول أن يتخذ من ساحة الفردوس رابعة العدوية..! وقانا الله شرَّ الفتن ماظهر 
منها ومابطن ...وحفظ العراق من أهواء المتهورين والمستميتين على دنيا هارون الرشيد ..