وذهب المالكي!...مقارنات وتوقعات

لاشك أن الجميع في العراق يتطلع بشوق إلى ما ستؤول إليه الأمور بعد الهزة الأرضية المفاجئة بإزاحة المالكي، لكن الأمور مازالت غامضة لا تسمح بأية كتابة جدية عن الموضوع بعد، إلا لمن يبحث عن "التنجيم السياسي"، ولا تهدف هذه المقالة إلى ذلك (للأسف، إن خيب ذلك أملك) بل فقط إلى الإستفادة من الشقوق العميقة التي أحدثتها الهزة لكشف حقيقة خطيرة عن أنفسنا، والحال النفسية التي وصل إليها الشعب العراقي وساسته وممثلوه، وهي بذلك ربما تسلط بعض الضوء بشكل غير مباشر على ما ينتظر من أحداث. 

 

فور سماعي الأخبار، ذهبت إلى موقع "عراق القانون" الذي كنت قد توقفت عن المشاركة فيه بعد أن كشف نفسه وأصحابه كموقع إسرائيلي مكلف بتعميق الشق الطائفي وترويج تقسيم العراق، إضافة إلى الترويج لعدد من المفاهيم والمقالات الإسرائيلية الأخرى، وهو ما قد نعود إليه في مقالة خاصة به، ذهبت إلى ذلك الموقع لأرى ردود الفعل، فلم تخب توقعاتي! الصمت شبه التام!! بل الترويج لقبول المرشح الجديد يسيطر على المقالات والتعليقات بشكل كبير جداً، أما الإعتراضات فلا تعدو همسات كتبها بعض مؤيدوا المالكي، ويبدو أنها نشرت للتغطية، لكن الموقف العام واضح تماماً: لقد صدرت الأوامر بتحويل الموقف الإعلامي بشكل حاد والترويج لقبول الواقع الجديد، متماشية مع التأييد الأمريكي الصريح إلى درجة الوقاحة لترشيح العبادي قبل الأوان! 

 

ونذكركم بأن هذا الموقع كان عبارة عن "وكر دبابير" لا يتجرأ كاتب أو معلق أن يفتح فمه بكلمة نقد صغيرة للمالكي إلا ويتحمل زوبعة من لسع الشتائم وقلة الأدب من قبل جيش من المجهولين وعدد من المعروفين على "وقاحته" للإعتداء على "رجل المرحلة" و "مختار العصر"، ولم يسلم الجعفري مؤخراً من اللدغ حين أوحت تصرفاته مجرد إيحاء بأنه قد لا يكون معنياً ببقاء المالكي لولايته الثالثة، بل أن المرجعية والسيد السستاني نفسه، تعرض للوم حين واللسع حيناً، حين لمس منتسبو الموقع وقراءه علامات على موقف يدعم التغيير! .. ثم جاءت الأوامر...

 

لقد كنت اعلم أنه في اللحظة التي تقرر فيها أميركا تغيير المالكي، فلن يبق من ضجة المالكي إلا القليل، وأن جل مصدري الضوضاء العالية في تأييد المالكي يعملون لحساب جهة أخرى، وسيغيرون موقفهم فور صدور الأوامر بذلك، وكنت أوشك أن أكتب مقالة حول ذلك المحور. فقد لاحظت مثلاً أن نموذج وعاظ السلاطين، المستشار القانوني "طارق حرب"، والذي كان اللسان المتملق الجاهز لتقديم تبرير قانوني لأي قرار يريده المالكي، كان هو ذاته الذي برر المقترح الذي قدمه زلماي زاد في الماضي لتقاسم السلطة بين المالكي وأياد علاوي (بعد فشل أميركا في فرض ولاية عميلها الرسمي أياد علاوي على رأس السلطة) وأن يحكم احدهما سنتين ويحكم الآخر سنتين أخرى، وهي دعوة استهجنها المالكي وكل مناصريه في حينها، أي أن حرب وقف ضد المالكي فيها وكان في خندق أعدائه.. وهي طبعاً مهزلة قانونية ودستورية لا يفكر بتبريرها إلا الرؤوس التي قبضت الثمن. وبعد أن سيطر المالكي، كان طارق حرب هو رأس "الحربة" القانونية التي يحركها المالكي كما يحرك ذيله! واليوم، ومثلما برر لمشروع زلماي سابقاً، أراهن أن هذا الذيل يعد الآن التبرير لما جرى من "نصف انقلاب" يتمثل بانتخاب شخص لم يحصل إلا على أصوات قليلة وتكليف معصوم إياه بتشكيل الحكومة وصدور المباركة الأمريكية الفورية التي حسمت الجدال والصراع!

 

إنه بشكل عام، المشهد المتداول حين تغير الولايات المتحدة (بأمر من إسرائيل أو بدونه) حكومة أحد البلدان التي لها فيها تأثير، سواء كانت تلك الحكومة ديمقراطية منتخبة أو دكتاتورية عميلة لها، قررت أن تتخلص منها، أو "صديقة" وجدت من هو أكثر استعداداً منها لتقديم ما هو أكثر من الصداقة. 

 

بعض المقارنات قد تكون هنا ممتعة.. لنبدأ بما هو قريب: تغيير الجعفري من قبل كونداليزا رايس، بعملية حاسمة جاءت بالمالكي (وكان المقصود منها أن تأتي بـ "عادل عبد المهدي") ولعبت الكتلة الكردستانية دوراً قيادياً في تلك المؤامرة، كما لعبت في قصة العبادي اليوم، وتخلى الجميع عن الجعفري بين ليلة وضحاها وتغير خطاب الكتل من لهجة التعاون والمشاركة ورفض الخطوط الحمراء، إلى لهجة إقصاء الجعفري بحجج مختلفة ربما كان اسخفها حجة الكتلة الكردستانية، وهي زيارته لتركيا (!!) دون استشارتهم، وتنافسها في ذلك حجة الكتل السنية بأن الجعفري "طائفي" وهم لم يروا منه شيئاً بعد. وقد كتبت عن مهزلة انقلاب الكتل على الجعفري مقالة ساخرة بعنوان " HYPERLINK "http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=63228" برج الحرباء يمر على سماء بغداد"(1)

كذلك يمكننا أن نذهب أبعد قليلاً في الجغرافيا والتاريخ ونقارن بين سقوط المالكي وسقوط شاه إيران (الغير منتخب) في نقطة اكتشافه المتأخر أنه فقد السلطة وحتى الإتصال بقطعاته العسكرية! وقال صراحة قبل أن يموت بشكل مثير للريبة في مصر، بأن الأمريكان كانوا وراء إسقاطه..وكانوا يأملون بمن هو أكثر انبطاحاً لهم، فانقلبت الأمور عليهم وجاءهم الخميني الذي تسبب وما يزال يتسبب حتى بعد رحيله، بالكثير من الإزعاج لهم. 

 

ومثلما أعطى الشاه الكثير من المقاود إلى أميركا قبل ان تنقلب عليه، اعطى السادات لها ذلك ايضاً، وأحرق سفنه مع شعبه وسلم حمايته بيد السي آي أي. واستغلت أميركا والسي آي أي تلك الفرص لتجهيز عميل أكثر انصياعاً لها، فدبرت قتله وجاءت بمبارك، الذي تميز عن سلفه بأنه يطيع ولا يطرح الأسئلة ولا يطالب بمقابل. وفي تقديرنا أن جزء من مؤامرة الربيع العربي كان الإطاحة بالعميل مبارك والإتيان بمن هو أكثر انبطاحاً واكثر قدرة على تنفيذ المشاريع الإسرائيلية في مصر، عميلهم السابق في الجيش الجنرال السيسي، الذي أسس حكومة لم يسبق لها مثيل في تبعيتها لإسرائيل... 

 

وفي كل تلك الأمثلة يهتز أمامنا عرش لم نكن نستطيع أن نتخيل أنه يمكن أن يهتز بهذه السهولة، ويتساقط كأنه مصنوع من الكرتون، وينقلب على الرئيس المخلوع، ليس الجيش فقط، بل وإعلامه ايضاً، الذي يتبين بسرعة أنه لم يكن في حقيقة الأمر تابعاً لذلك الرئيس، بل لجهة أخرى تريد بقاء الرئيس في تلك الفترة، وما أن تتغير أجندتها حتى تتغير كل وسائل الإعلام المتملقة التي كانت تستميت في الدفاع عنه وتبرر كل اخطائه وتعظم تفاهاته وتصوره بأنه "رجل المرحلة" الذي لولاه لتحطمت تلك "المرحلة"، تماماً مثل موقع "عراق القانون".

 

ليس عراق القانون هو الأداة الإعلامية الوحيدة المشبوهة، بل أن الغالبية الساحقة من أجهزة الإعلام العراقية تتسلم أوامرها من مصادر أمريكية إسرائيلة مباشرة أو عن طريق وسيط، والمراقب الدقيق سيكتشف ذلك سريعاً، وسيلاحظ في هذه الأيام الجهد الإعلامي المباشر منه والخفي لتمرير الإنقلاب بسلاسة و"تطبيع" الوضع الجديد على الشعب العراقي.. 

التلميعات الإعلامية المباشرة و"اللواكة" الصريحة ستكون واضحة للجميع، لكن اسمحوا لي أن أدعوكم لمشاهدة إحد الجهود الإعلامية المميزة من تلك التي أسميتها "غير المباشرة"، والمتمثل بخبر نشرته "الصباح" وعدد كبير من المواقع الإعلامية (ومنها "عراق القانون")، يقول عنوانه "  HYPERLINK "http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=75832" المالكـي والعبـادي يدعوان الأجـهزة الأمنية لدحـر الإرهـاب".(2) والعنوان يوحي بشكل واضح بأن المالكي والعبادي قد اجتمعا واصدرا نوع من البيان المشترك بهذا الشأن. أي أن المالكي قد أقر بولاية العبادي وقبل به وأنتهى الأمر. لكننا حين نقرأ متن المقال لا نجد أي اجتماع أو توافق، بل أن كاتب الخبر جمع أحاديث للطرفين من هنا وهناك ليضعها في خبر واحد يوحي بما أراد أن يوحي به! ويمكنكم قراءة الخبر والتأكد من ذلك بأنفسكم ورؤية هذه الحرفية الإعلامية المتناهية الرقي في الإيحاء والمغالطة! حرفية تؤكد بشكل لا يشوبه أي شك، بأن صانعها ليس عراقياً على الإطلاق، بل مؤسسات متخصصة تتمتع بأعلى ما توصلت إليه تكنولوجيا الإعلام المخادع.

 

قبل أيام كتبت لي قارئة متابعة أنها في انتظار مقالتي عن الأحداث راجية أن أكتب بشكل "متفائل". المشكلة أنه ليس هناك ما يدعو للتفاؤل. فأسوأ ما كان في المالكي هو موقفه الذليل من ابتزاز كردستان من ناحية، والذي كلف العراق عشرات المليارات من الدولارات حين اعطاها حصتها الكاملة دون مطالبتها ببرميل واحد من النفط طيلة العام الماضي والعام الحالي إضافة إلى الإبتزازات السابقة، مشفوعاً بإحساس كبير بالمهانة للمواطن العربي في العراق، وانبطاحه الزائد لأميركا من ناحية أخرى، وسماحه لها باكمال اختراقها للأجهزة العراقية كافة وخاصة الأمنية والعسكرية والسياسية منها وتوقيعه المعاهدات التي اتاحت لها الكثير من الفرص الإضافية لذلك وكذلك عقود شراء الأسلحة التي لم يستلم منها شيئاً كما يبدو. 

 

إذن ما يأمله الشعب من رئيس الحكومة الجديد، ليس الحديث عن الإرهاب والفساد ولوك العبارات الرنانة الفارغة التي يطلقها كل رئيس حكومة بالضرورة، بل الحاسم في الأمر أن يعلن موقفه من كردستان ومن أميركا ويطمئننا أنه لن يكون بتخاذل وانبطاح المالكي، فهؤلاء هم أعداء الشعب الحقيقيون والموجهون والمديرون لكل أعدائه الآخرين من ذيول داعش وغيرها، ومن الموقف من هؤلاء المديرين لعملية خنق العراق، يجب أن يتحدد موقف الشعب من رئيس الحكومة القادم. 

هل هي طموحات "مشروعة" للشعب أن يطالب قائده الجديد بذلك؟ إنها مشروعة بلا شك من ناحية الحق، لكنها "مرفوضة" و "خيالية" من ناحية المنطق السياسي. فمن يغير النظام هو من يمكن أن ينتظر نظاماً أفضل بالنسبة له، ومن قام بإزاحة المالكي والإتيان بالعبادي ليس الشعب، وبالتالي فليس من "حقه" أن ينتظر رئيساً أقرب إليه وإلى أهدافه. العبادي جاءت به كردستان ذاتها عن طريق "معصوم"، ومعصوم أحد رجال العصابة، ولا يمكن أن تفعل العصابة ذلك مع شخص قد يحرمها من ابتزازها الذي كان المالكي يقدمه لها بمذلة تامة، متصوراً أنه يحمي نفسه وحكمه بذلك، بل المنطق يقول ان كردستان تنتظر من رئيس الحكومة العراقية الجديد خضوعاً أكبر للإبتزاز. وبالفعل لم تخف كردستان طموحاتها فأعلنت على لسان أحد نوابها أنها تأمل من تكليف العبادي "بداية جديدة" وأنها ستتفاوض بشأن حقوق حرمها المالكي منها، و "كل شيء له شرط"!(3)

وبنفس الطريقة لا ننتظر كذلك من العبادي أن يقف موقفاً أكثر صلابة من المالكي تجاه أميركا التي أعلنت دعمها له قبل تشكيله الحكومة، والتي لا شك أنها هي التي حركت الذيل الكردستاني للعملية كلها، بل المنطق يقول أن ننتظر من العبادي من الإنبطاح ما لم يجرؤ المالكي أن يفعله، او أنه خجل أن يفعله، أو لم يجد الظرف أو الوقت الكافي له. ولعله كان يقصد ذلك حين كتب مقالته في الصحافة الأمريكية عند زيارته الأخيرة لأميركا بعنوان "اصبروا علينا"! 

ما الذي يمكن ان يكون الأمر الأمريكي الذي رجا المالكي أميركا أن "يصبروا عليه"؟ لا اتصور أن أحداً يصدق أنه "الديمقراطية" أو "البناء" أو "المصالحة"، فهذه العبارات الإعلامية لا علاقة لأميركا وإسرائيل بها، بل تقفان ضدها تماماً، كما أن من مصلحة كردستان المباشرة وشرط إدامة الإبتزاز، بقاء العراق فاسداً مشتتاً، فما هو الأمر الذي "فشل" المالكي في تحقيقه لهم رغم كل التنازلات الهائلة، ويأملون بالعبادي أن يحققه لهم؟ ألم يمرر كل سرقات النفط غير المسبوقة في التاريخ، بل ووصل الإذلال به أن يذهب مهرولاً لإلغاء الدعوة القضائية التي أقامها وزير دفاعه (وكالة) على البيشمركة لإعادة الأسلحة المسروقة؟ ما الذي يمكن أن يريدونه أكثر من هذا الإنبطاح؟ إن خيالنا يعجز عن الإجابة عن هذا السؤال!

 

لكن الخلل في خيالنا وليس في الواقع. ففي زمن السادات كان من الصعب علينا أن نتخيل من هو أكثر عمالة منه، لكن خيالنا برهن قصوره عن متابعة إمكانيات أميركا وإسرائيل كما تبين بعد مجيء "مبارك". ومرة أخرى قصر خيالنا عن ملاحقة إبداعات أميركا وإسرائيل ولم نتمكن حتى من تصور عميل أكثر فائدة من "مبارك" لإسرائيل حتى فاجأونا بـ "السيسي" الذي يمكننا القول بثقة أن حكومته أكثر حكومة إسرائيلية حكمت مصر حتى اليوم.

 

لذلك من الأفضل أن نوسع خيالنا قليلاً لكي نتمكن من قراءة احتمالات طموحات الخندق الأمريكي الإسرائيلي الكردستاني، وتصور إمكانيات المزيد من الإبتزازات والتنازلات والإنبطاحات لأميركا وإدخالها أكثر وأكثر في اعماق المجتمع العراقي والدولة العراقية وتسليمها القياد الذي سلمت بعضه إلى العراقيين حين سحبت جيشها. لكن هذه كلها لا تبرر عملية إزاحة المالكي الذي قدم لهم الكثير وكان مستعداً لتقديم المزيد إن أعطي الوقت، ولم يعط للشعب سوى طبول الكلام الفارغ. فهو يصرخ بأنه "ولي الدم" بوجه كردستان، ويعطيها كل النفط! ويصرخ أن على العالم إنقاذ الفلسطينيين من ظلم إسرائيل، لكنه لا يستنكر رسمياً اعتداء إسرائيل على غزة، وهكذا. 

 

إذن ما الذي يريدونه، وجاءوا من أجله برئيس حكومة جديد؟ هناك هدفان كبيران معروفان لدى الخندق الأمريكي الإسرائيلي الكردستاني، الأول هو تقسيم العراق إلى ثلاثة دول أو أكثر قبل انسحاب كردستان منه كدولة بعد الإستيلاء على أكبر مساحة ممكنة منه وضمها إلى كردستان، والثاني هو إدخال إسرائيل رسمياً وعلنياً إلى العراق أو أجزائه القادمة. إنهما الهدفان اللذان يبدو أن المالكي لم يرد تنفيذهما أو تردد في ذلك، فأزاحوه لصالح من سوف ينفذهما في تقديرهم. لا أريد أن أظلم العبادي مسبقاً، لكني أتصور أنه مشروع لواحد من إثنين: أن يحقق دخول إسرائيل إلى العراق بشكل رسمي وعلني (أو على الأقل خطوة كبيرة بهذا الإتجاه)، وأن يقبل بأجندات التقسيم وينفذها - أو، إن كان الرجل شريفاً كما نأمل بكل صدق، فسيكون المخطط المطلوب منه فقط هو أن يكون العتبة التي ستهيء للتالي الذي سينفذ هذين الهدفين، وأن يستخدم العبادي فقط كوجه مقبول لإنجاز إزاحة المالكي بسلاسة ودون الكثير من الضوضاء، كمرحلة وسطية، ثم ليزيحوا الرئيس الجديد (الذي لن يعطى الفرصة ليثبت نفسه ويؤسس علاقاته) بسهولة ويأتون بعده بالوجه القبيح الذي سينفذ الخطة، مثل علاوي أو عادل عبد المهدي أو أي شخص آخر أعدوه للمهمة. الأيام القادمة ستكون حاسمة بلا شك، وسوف نهمل كل الضوضاء التي سيصدرها رئيس الحكومة الجديد عن الإرهاب والفساد، وسننتظر ونبحث بين سطوره عن موقفه من كردستان أولاً ومن اميركا ثانياً فهذا هو ما سيخبرنا من هو هذا الرجل، وهو ما سيكشف كل شيء.