مساكين ابناء قومي الشيعة |
رغم الخراب والقهر والموت والتشظي كانت لنا فرحة عارمة بما كسبنا بعد التغيير على امل ان نصل لبر الامان يوماً ما ويبدو انه بدأ يبتعد ويتلاشى كلما اسرعنا بالسير,هي فرصة منحها لنا الله , القدر ,السياسة , امريكا , النضال , الجهاد ,العالم ,سمها ماشئت,ليس لكي نتحكم برقاب الناس ونذيقهم سوء العذاب, بل لنعيد للانسان انسانيته التي انتُهكت على مدى عقود من الحكم السني السياسي التعسفي ,منذ تأسيس الدولة العراقية واستيراد ملك متلفع بالبرد العروبي " العلوي " ونعيد للوطن ايضا قيمته الحضارية والتاريخية والمدنية فالانحطاط التدريجي اخذ منه كل مأخذ حتى وصلنا للحصار القاهر وافرازاته التي حفرت في ارواح الناس واجسادهم اخاديد من الظلام المخيف بسبب الحيف والغيظ والخوف والقلق ومانعاني منه حتى هذه اللحظه في ابسط مفردات الحياة اليومية من مظاهر العنف والهستيريا وعدم احترام الاخر والقانون. فالشعور العام بالتحييد والظلم والتعسف والجوع والفاقه عبر هذه العقود جعلت العراقي لايشعر باي انتماء لهذا الوطن الناقم عليه والكريم والوهاب لجهات اخرى اكثر قرباً لقلب السلطة ورئيسها ,هذه العقد ترحلت الى رجالات السياسة تلقائياً وهي تحمل فايروسات الانانية المفرطة والضعف وضيق الصدر والتطير, وبدل البحث عن منفذ يقود الشعب العراقي المتعب لضوء الحياة الجميل ,اخذت الذاتية بكل نزعاتها المادية السقيمة تلقي بظلالها الثقيلة على المهام السياسية,وتتشكل بكل انواع الصراعات والتدافع السياسي لتفرض لنا واقع جديد متشعب وشائك, يقرر بلحظة نرجسية نافرة مايجب على الشعب قبوله بصرف النظر عن نتائج الانتخابات ارضاء لهذا او ذاك,طالما القرارات لاتضر بشكل مباشر بمصالحها الحزبية والفئوية ,ولكن السؤال الذي يؤرق الجميع !! كيف سيكون مصير الانتخابات في المستقبل ؟ وماهي الضمانات لتطبيق الدستور او العمل به؟ ,وكيف يمكن وايُّ جهة ستتبنى مستقبلا رتق جميع الثغرات القاتلة في هذا الدستور المطاط, لاسيما والتلاعب به وتأويله خاضع لأرادات سياسية خارجية وداخلية وليست قانونية او شرعية. عندما أُزيح الجعفري بايادي عراقية وبدعم امريكي على خلفية ازمة تفجير الامامين العسكريين وعصبوها برأس الرجل, واطلقوا عليه سيل من التُهم اقلها حدة بانه طائفي وضعيف!!ادركت حينها انطلاق حقبة التنازلات الشيعية التي لم ولن تتوقف عند حد!! وهاهو السيد المالكي يواجه نفس المصير وبتُهم وازمات جديدة ودائما هناك كمية لا باس بها من الاسباب الداعية لهذا الحل القسري ,رغم ادراكي بان قادة التحالف غير مقتنعين بها فعلا , ولكنها رغبة الاطراف الغاضبة منذ السقوط المخزي للبعث الفاشي ,ولا طاقة لهم بهذه الضغوط الكبيرة. مساكين ابناء قومي الشيعة, كيف سيرضون الجميع؟ كيف سيرضون امريكا ؟ وكيف سيقنعون ال سعود بانهم شيعة حبابيين جدا ولايشتمون ام المؤمنين!!! المضحك في الامر ان بعضهم لم يخف فرحته قبل يومين برضى ال سعود بتغيير رئيس الوزراء!! كأنه نال رضى الله, وكيف سيقنعون الدواعش؟ والبعثيين القتلة في الداخل والخارج؟ وكيف سيقنعون متحدون؟ بل كيف سيقنعون مسعود في ان يكف عن التهديد اليومي والتحكم بالنفط وقرارات بغداد وبشخص الرئيس الكردي ,وماذا عن رضى ايران , وتركيا , مهمتكم شاقة ياأحبتي الشيعة , بل مستحيلة. |