الطائفية والهوية الوطنية

ان ارتباط المجتمعات سلبيا بالموروثات التأريخية يجعلها حبيسة التأريخ ومرتبط به وتحتكم الى وقائع واحداث تأريخية مرت عليها عشرات القرون في احداثها السياسية والأجتماعية القائمة انذاك والأعتقاد بأن استمرار الأرتباط ومناصرة تلك الوقائع سيغير حال الأمر او يغير ثوابت التأريخ كموضوع الأمامة والخلافة بين السنة والشيعة او موضوع العلم والدين بين الطوائف المسيحية المختلفة , ان غياب الثقافة التعددية والفكرية ووجود المصالح الخاصة والأجندات السياسية ستعزز عندنا ديمقراطية المصالح الضيقة وليس ديمقراطية المصالح العامة وستقوى هذه الجماعات بالهوية الطائفية على حساب الهوية الوطنية الجامعة وتبرز الأصوات المطالبة بالهويات العرقية والدينية والمذهبية .
ان الحروب الطائفية هو عودة المجتمع الى الوراء عشرات السنين فيه تتوقف عجلة التطور والأصلاح والتنمية وتسود الصراعات الأثنية والطائفية ويصبح فيها الأنسان يلا قيمة ودمة مستباح , ان الطائفة السياسية مكرسة من قبل ساسة ليس لديهم التزام ديني او مذهبي بل موقف انتهازي للحصول على مكاسب وقتية للوصول الى السلطة , ان مجرد الأنتماء الى الطائفة تجعل الأنسان المنتمي اليها يرفض الطوائف الأخرى ويطمس حقوقها الوطنية او يكسب طائفته تلك الحقوق التي لغيرها ويتجاهل الأقرار بحقوق المواطنة كاملة وينقص من الهوية الوطنية والتي يراد منها ان تصبح مجردة من كل الحقوق المشروعة .
ان الطائفية دعوة للعنف والتعصب والشوفينية والضغينة وستقودنا بالتالي الى حروب طائفية هي من اقذر الحروب واكثرها دمارا وتدخلنا الى ابواب التخلف والكوارث المتعاقبة التي تقود البلد الى مالايحمد عقباه ان الطائفية سلاح دمار شامل بكل امتياز .