داعش "كوكلس كلان" الشرق الأوسط |
الكولكس كلان لمن لا يعرفها, هي منظمة سرية, عنصرية, تأسست سنة 1865 من قدامى محاربي الجيش الكونفدرالي الامريكي. كان الهدف من تأسيس هذه المنظمة, هو التصفية والتطهير العرقي, واتسمت بالعنصرية بأبشع صورها, فقد كانت تهدف لبقاء العرق الابيض, واستباحت "العبيد" القادمين من افريقيا, وكذلك إتسمت بطابعها العدائي للمدنية, وللحركات الليبيرالية, والتحررية, وايضا بعداءها للكاثوليكية. إنتهجت الكوكلس كلان منهجا مرعبا, بفظاعة جرائمها, وقد إعتمدت على خلق جو اعلامي, دعائي مرعب, يجعل ممن يسمع باسم الكلان, يرتعد خوفا, ويتسمر في مكانه, وكان اسلوب هذه العصابة المُعْتَمَد, هو اما القتل بالذبح او الصلب على صليب او الحرق. في عام 1870 تم حضر هذه الجماعة, لكنها عادت وبقوة, في عشرينات القرن الماضي, وخصوصا, عندما استهوت الفكرة مجموعة من الجنود الجنوبين, من قدامي الجيش الفدرالي, ووصل تعداد اعضاء هذه المنظمة, ما بين العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي, الى ما يقرب ستة ملايين منتسب, واخذت منحنى جديدا, واطرا جديدة, حتى حازت على الاذن باعتمادها, والاعتراف بها رسميا من قبل الحكومة. كانت الكوكلس كلان مصدر الالهام, لكثير من العصابات العرقية, وكانت أغلب تلك العصابات تنتهج نفس إسلوب الكوكلس كلان. يتسم الطبع المتطرف, لتنظيم "داعش" بأسس مشابه لما تضمنته متبنيات الكلان, إذ أن داعش تعد الان, من اكثر العصابات الإجرامية تطرفا, وهي لا تقبل بأي شريك, وتستبعد كل من لا يعترف بنهجها, او من لا يبايعها, وحتى الحركات الموازية لها بالنهج التطرفي لا تقبل بها داعش, رغم أنهم ينهلون من نفس الأيديولوجية, ويسيرون بنفس الخط الراديكالي, كجبهة النصرة او تنظيم القاعدة. يجمع الباحثون بشؤون الحركات الارهابية, إن داعش هي وليدة تنظيم القاعدة, هذا التنظيم الذي زرع التطرف في حدود المنطقة الاسلامية, ويؤكد هؤلاء الباحثون ان داعش تشكلت من قدامى محاربي القاعدة, وهي –داعش- تعد اكثر تطرفا وتشددا من القاعدة. تستخدم داعش اقصى حدود التطرف, وتستبيح كل شيء, فلا حرمة في أدبياتها للمقدسات, او الأرواح, وهي بذلك تستخدم أشد صنوف التنكيل والقتل. تعتمد السياسة الداعشية -كما في الكوكلس كلان- على سياسة دعائية مرعبة جدا, وتستثمر وسائل التواصل الاجتماعي, وخصوصا اليوتيوب, بشكل واسع لنشر جرائمها, وتعتمد على سياسة اظهار البشع, من تلك الجرائم, مما يعطيها زخما مرعبا, ويُنْجِحُها في حربها النفسية, وما رأيناه من انهزام في بعض القطعات العسكرية وبدون قتال, لهو خير دليل على ذلك. بقي ان نذكر شيء, ونتساءل؟! داعش من اوجدها؟! ومن يدعمها؟! ومن يمولها؟! ومن هم عرابيها؟! والى اين تريد ان تصل؟ |