المالكي حفظ دمه ولم يحفظ كرامته

طبّل مرتزقة المالكي من كتاب وأنصاف مثقفين وجهلة واميين وفاسدين وسياسيين منتفعين داخل العراق وخارجه لأعلانه الإستسلام ورفعه الراية البيضاء, معتبرين خطوته بالكف عن عصيانه والخضوع للآليات الدستورية على انها ستدخله التاريخ! وكأن التاريخ سيكتبه هؤلاء المرتزقة.

فالتاريخ سيكتب بأن المالكي ظل ولآخر لحظة متشبثا بمنصبه ومتحديا إرادة المرجعية الدينية والتاريخ سيكتب بان المالكي لم يرفع راية الإستسلام إلا بعد أن انفض عنه صحبه ورفاقه في حزبه وفي إئتلافه عندما إنشق 50 عضوا منه ورشحوا حيدر العبادي. والتاريخ سيكتب بأن المالكي لم يرفع راية الإستسلام إلا بعد أيقن بأن امريكا تدعم العبادي وبريطانيا وفرنسا والقوى الوطنية العراقية.

والمالكي رفع راية الإستسلام بعد أن فشلت محاولاته لأدخال العراق في جحيم كما هدد وبعد ان لوح مستشاروه ببحر من الدماء أن لم يكلف. والمالكي رفع راية الأستسلام بعد إنفض عنه 17 نائبا من النواب ال 28 البائسين الذين تجمعوا حوله يطعنون بدستورية ترشيح العبادي وبرئيس الجمهورية وبأمريكا ولم يتبقى سوى الخالق المعبود يوجهوا له اللوم.

إذن لم يرفع المالكي راية الإستسلام لكي يحفظ كرامته التي تمرغت في الوحل بل إنه رفع الراية بعد ان أيقن بأن عجلة التاريخ لن تعود الى الوراء وأيقن بان العبادي سيحظى بدعم الرجعية يوم الجمعة وبعد أن اعلنت ايران تأييدها له, وحينها أيقن المالكي بأن تشبثه بالمنصب وعدم خضوعه للآليات الدستورية ولتوجيهات المرجعية ولنداءات القوى الوطنية وللأصوات الدولية سينتهي به الى محاصرته في رئاسة الوزراء واعتقاله او قتله.

ولذا فقد رفع المالكي راية العار ليحفظ دمه وقد قال أبي عبدالله الحسين عليه السلام( الموت أولى من ركوب العار).