من المعلوم في جميع الانظمة السياسية وخاصة الديمقراطية يكون التنافس بين الكتل الممثلة للأحزاب من خلال صندوق الاقتراع ومن ثم الانتقال الى التحالفات بين الكتل التي تتشابه في برامجها الحكومي والتقارب بالهدف حيث تحدد شكل الحكومة المشكلة ..من يخسر تحالفه او يختلف برنامجه عن الآخرين يكون في صف المعارضة وهي في الحقيقة مظهر من مظاهر الحكم الذي ينقسم بين طرفين أحدهما يكون في السلطة ( الحكومة ) والآخر خارج السلطة ( المعارضة ). أي أن المعارضة تعبر عن القوى غير المساندة للحكومة والتي تقف موقف الضد أو الرفض منها كما يعبرون .. منذ بداية الطريق لهذه الدورة الانتخابية 2014 والتقارب الذي حصل بين الاحرار والمجلس وانضمام المؤتمر الوطني لهما قد عزز مفهوم الشراكة الحقيقية حيث توصلوا الى قناعات تامة لا لبس فيها بأن الفشل الذي رافق العملية السياسية في الفترة المنصرمة القى بظلاله على الواقع وبات من الضروري جدا إجراء التغيير في الأداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخدمي والإداري في العراق .ان من أهم أسباب الفشل والوهن للحكومة المنتهية ولايتها هوعدم التقاء المكونات العراقية على أرضية صلبة ومنهجية والتي أدت إلى إذابة الانتماء الكلي للوطن والالتحام الصميمي مع الوطن الذي هو وحدة وسلامة وامن العراق وشعبه. فأنطلقوا الى مفهوم الشراكة الإستراتيجية و العمل الجاد والبناء لرسم خارطة سياسية جديدة لإزاحة ثقل الأعباء عن كاهل العراقيين.فتم حسم الأمر لن يشتركوا في حكومة يقودها المالكي فكانت من اولوياتهم ان يحضى المرشح لرئاسة مجلس الوزراء بقبول واسع بين كل الاطراف وعندها سيكون التعامل معه للمضي قدما في تشكيل الحكومة فتغير المعادلة وجرت لصالحهم فتوقفت كل مساعي الآخرين للهيمنة على السلطة واختزالها بشخص واحد وسط تقاطعات الجميع معه فكانوا من أكثر القوى السياسية مناداة بمبدأ الشركة في هذا الوطن لأننا نؤمن ان هذا الوطن وطن متنوع فيه القوميات فيه الديانات فيه المذاهب وفيه القوى السياسية المختلفة وبدون شراكة ستبقى عدم الثقة والخوف وسوء الظن بالآخر هو سيد الموقف والخصوصية الرئيسة التي تحكم العلاقة بين الأطراف المختلفة فتجسيد هذا المفهوم وتطبيقه على ارض الواقع يخرج العراق من عنق الزجاجة والالتفاف حول رئيس الحكومة الجديد ودعمه والوقوف معه وانسجام فريقه الحكومي يعطي أملا بالتغيير الذي ينشده الكثير من أبناء الشعب الذين اكتووا بنار الأزمات وشعارات الأغلبية الفارغة والفاشلة والتفرد الحكومي وعزل الشركاء والتخبط في إدارة المؤسسات التي هيمن عليها شخص واحد وسلمها لقمة سائغة للمفسدين والخونة والنفعيين.
|