ديمقراطيتنـــــا.. جائعــــة وبلا ضمانــات..!

ثرواتنا ليست اقل من ثروات الدول الاوربية.. الا ان شعبنا يعيش الفقر، والمواطن العراقي لم يأخذ من الدولة ابسط حقوقه.. لماذا..؟ حكومات اوربا اكثر كرما.. واكثر نزاهة.. واكثر وفاءا لشعبها ولوطنها..وهي لم ترفع شعارات ولم تتظاهر بالتدين.. لكنها تخضع لارادة الشعب وتحسب لصوته الف حساب.. اما حكوماتنا الفاشلة والفاسدة.. لقد صدعت رؤوسنا بحملتها الايمانية.. وبمختار العصر.. وبالدستور والقانون والديمقراطية.. والدعوة والدين .. وهي لاتحترم الشعب.. ولم يحصل شعبنا منها الا الفقر والمذلة والتهجير والذبح .. فما فائدة الديمقراطية اذا لم تقدم لنا وضعا افضل..؟!

شعوب اوربا المدللة تتظاهر ضد حكوماتها.. وهي تتمتع بافضل رعاية صحية مجانية.. وافضل تعليم مجاني.. وضمان اجتماعي لكل مواطن.. اما فقراؤنا الذي خرجوا تحت القصف ليثبتوا اركان الديمقراطية.. وهم لم يحصلوا على فرصة عمل.. او حصة غذائية.. او دولار واحد من مليارات النفط التي تحولت الى لندن وبيروت ، لشراء اضخم البنايات للحجي وللسيد وللشيخ وللاستاد..!! هذا كله مقابل فرصة للبكاء.. او للتعبير عن اراء طائفية بصوت عال..!! اية ديمقراطية هذه التي تستخدم لاجل بقاء ديكتاتور ولاجل الولاية الثالثة..! او لاجل ديكتاتورية تضمن لناخبيها استمرار الفقر والحرب والفساد.. وبقاء الطائفية مشتعلة.. وليبقى جماعة (ما ننطيها) يتمتعون بالسفرات والمليارات والامتيازات دون حساب او رقيب.. !

لا يخفى على أي عراقي.. وطني.. واع.. شريف.. ان الديمقراطية تحتاج الى ضامن او ضمانات.. وهي: اولا (حصة المواطن من النفط).. لكي نرتقي بالانسان العراقي، ونخرجه من السجن النفسي الذي وضعه فيه الديكتاتور (الهدام) والديكتاتور (الهالكي).. ثانيا: تضحية هذه الحكومة بنفسها، لاجل بناء الديمقراطية، لانها ستكون الضحية، بعد تحرر الانسان الراقي من سجنه النفسي.. ثالثا: فهم المثقف العراقي لخصوصية الحالة العراقية، وليتفكروا في ماهية الديمقراطية التي نحتاجها، وهي تلك الديمقراطية التي تنقل السلطة من (الحكومة) الى (الشعب).. وليكف اغلب مثقفينا من (البغبغة) .. وليكفوا عن ترديد اطروحات لا تمت لواقعنا باية صلة..

والشيء الاهم وجود جهة شعبية داخلية (ضامنة) تضمن روح الديمقراطية..وفيه تفصيل..