على هامش اسقاط المالكي

كنا في حركة الوفاق الوطني التي يرأسها الدكتور اياد عﻻوي اول من اطلق دعوات المصالحة الوطنية . لم يكن ذلك انحيازا للبعث او اعادة مقنعة له، كما تجنى علينا الطائفيون ﻻحقا، بل منعا لﻻنتقام بدوافع سياسية، فنحن مؤمنون بمبدأ ان ﻻافﻻت من العقاب، وبضرورة انصاف الضحايا من خﻻل اﻻقتصاص من المجرمين اوﻻ، لكن التجريم ينبغي ان يتم في بيئة من العدالة وبأدوات قضائية . لذا لم يشهد عهد عﻻوي دفعا بالبعثيين الى واجهات قيادية كما حصل في حقبة المالكي مع ان احدا لم يتهم المالكي بالبعثية كما حصل مع عﻻوي . اليوم من اﻻنصاف ان نقول ان الصراع السياسي كان فصﻻ من معركة بين قوى ظﻻمية متخلفة وقوى مدنية اباحت فيها اﻻولى استخدام كل اﻻسلحة بعيدا عن المحرمات اﻻخﻻقية والقانونية .
بعد مغادرة المالكي لمسرح التفرد واﻻنتصار الحذر ﻻرادة التغيير، الذي كنا احد رواده، ﻻتزال الحاجة الى المصالحة الوطنية قائمة بذات اﻻشتراطات في عقاب المجرمين وانصاف الضحايا في بيئة قانونية عادلة ﻻتظلم احدا .
المتغيرات اﻻيجابية التي خلقها واقع تواري المالكي ينبغي ان تستثمر سريعا، ﻻسيما انعكاساتها في اﻻقليم وقوى الحراك الشعبي السلمي والعشائر في المحافظات الغربية .
السيد العبادي الخارج من رحم حزب الدعوة كما هو المالكي صار مصدر اجماع وتوحيد خﻻفا لسلفه مما يستلزم النظر الى اﻻزمة على انها نتاج سياسات وممارسات خاطئة وليس حتمية لﻻختﻻف الطائفي او التباين المذهبي بعمقه التاريخي كما يصوره البعض .
تحية لشعبنا العظيم، ولكل ناشدي التغيير والعاملين عليه بمن فيهم رجال ونساء التواصل اﻻجتماعي الشجعان . ولنكن معا في نقطة الشروع انطﻻقا باتجاه الوطن الحلم الجميل والمستقبل اﻻجمل .