في خطاب الذل والإستسلام الذي القاه نوري المالكي معلنا فيه خضوعه للآليات الدستورية تحدث المالكي عن إنجازاته! ولن أرد على إنجازاته على صعيد الأمن والخدمات والإعمار فهي ليست بحاجة لرد. ولكني سأتوقف عند إنجازين تبجح بتحقيقهما وأما الأول فهو إدعائه بمحاربة الميليشيات والثاني فهو إعائه إخراج القوات الأمريكية.
واما الانجاز الأول ويقصد به قتالة لجيش المهدي في مدينة البصرة عام 2006 في ما عرف بعمليات صولة الفرسان, فإن المالكي ندم على ذلك الإنجاز! وأعاد في السنوات الأخيرة تشكيل الميليشات التي فتح لها مكاتب في مختلف أنحاء العراق ومولها بالمال والسلاح لا لقتال قوى الإرهاب الي إستباحت أرض العراق بل لكي يكسر شوكة الصدريين العصية عليه.
وبذلك فقد بان كذب إدعاءات المالكي بمحاربته للميليشيات وهي التي منحته شعبية كبيرة في إنتخابات عام 2010. فالمالكي يضرب الميليشيات التي لا تخضع لإرادته وليس لإرادة الدولة وينشيء ويؤسس ويرعى الميليشيات التي تدافع عن منصبه وتضعف منافسيه السياسيين.
وأما الأنجاز الثاني وهو خروج القوات الأمريكية من العراق بعد توقيع المعاهدة الأمنية , فعلى الرغم من أن ذلك إنجاز يحسب لجميع القوى الوطنية وليس للمالكي, غير أنه يبدو نادما عليه اليوم. فالمالكي وبعد إحتلال تنظيم داعش الأرهابي لمدينة الموصل بعد فرار جيشه وقادته الأشاوس, فإنه ذهب يستجدي مساعدة أمريكا العسكرية والتي رفضت طلبه فأخذ يولول ويدعو بالويل والثبور على أمريكا التي خذلته ! فظهر على حقيقته نادما على خروج القوات الأمريكية التي يريد معاملتها كقوات مرتزقة يخرجها متى يشاء ويعيدها متى ما يشاء. وهكذا يصبح المالكي مصداقا للآية الكريمة(كالتي نقضت غزلها من بعد قوة إنكاثا).
|