"حان وقت العمل"، هذا ما يجب أن يحمله شعار المرحلة المقبلة في تشكيل الحكومة العراقيّة الجديدة، التي حظيت بأمل كبير لدى العراقيين في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحكومة السابقة؛ وعلى الحكومة الجديدة أن تستغل الترحيب المحلي والإقليمي والدولي في بناء العراق الذي عانى الدمار بسبب الإرهاب والأخطاء، وإخراجه كالعنقاء من الرماد.
في المرحلة الماضية، أضطرت الكثير من الكفاءات الابتعاد عن المناصب لغرض عدم الغرق في الفشل، وعدم تلبية رغبة طموح المواطنين الذين عانوا طوال العقود الماضية من سوء الخدمات، ومن الفقر، وافتقاد الأمن؛ كانت هذه الشخصيات تعرف أن مكانها لن يؤثّر مهما فعلت وسط الخراب الذي يتراكم يوماً بعد آخر.
والآن، بعد كل هذا الأمل في نفوس العراقيين والعالم، على الحكومة أن تنتبه إلى الكفاءات العراقيّة، التي انزوت بشموخها، وظلّت صامتة تنتظر أن يأتي دورها للعمل، فقد "حان وقت العمل"، والعمل هذا، لا يؤتى ثماره من دون كوادر حقيقية باستطاعتها السهر من أجل تقديم الخدمات للمواطن العراقي، العمل يجب أن يقف خلفه رؤوساء يحبّهم الموظفين، ويتعاملون معهم بمبدأ الأخوّة، والصداقة، للوصول بالخدمات إلى أرفع مستوياتها، ولتنافس بذلك الخدمات المتطوّرة في العالم.
صار لزاماً على الحكومة الجديدة، إن كانت صادقة في مساعيها بتلافي الأخطاء السابقة، أن تنظر إلى الكفاءات، الذين جرّب العراق التزامهم بوعدهم، وعقدهم اتفاقات كبيرة مستقبليّة، والآتيان بالشركات للعمل في البلاد في ظلّ ظروف أمنيّة سيئة، صار عليها أن تُعيدهم بمناصب أرفع من التي كانوا فيها في السابق، إن هؤلاء مكسباً، وليس على الحكومة خسارته.
وبهذا الصدد، يجب الاستعانة بالدكتور صابر العيساوي في الحكومة الجديدة، إنه الشخص الذي أتى بالشركات للعمل من أجل بغداد أجمل في وقت كانت فيه البلاد تخوض غمار اقتتال طائفي يعدّ الأقسى في العالم، وكان الشخص القادر على إبعاد الفاسدين من مؤسسته، التي أعاد بنائها من الخراب.
ما تزال مشاريع العيساوي الاستراتيجية مثل مشروع تاهيل طريق مطار بغداد الدولي ومشروع ماء الرصافة وغيرها من المشاريع التي أسسها وهو في منصبه أميناً لبغداد واعطت ثمارها على ارض الواقع . لم يكن العيساوي كغيره من المسؤولين الذين يعملون على مشاريع تموت فور ولادتها من أجل تقديم الخُدع لعامة الناس على أنهم يعملون، بل كان يعدّ العدّة للمستقبل.
لنُعيد التذكير بموجة التشهير الواسعة التي طالته من ثلة نواب، تركوا عملهم وواجبهم التشريعي، من أجل التعرّض له من على الفضائيات، إلا أنهم في الأخير، كانت نواياهم سيئة، ولم يكن همّهم بناء العاصمة، وإنما الضغط عليه من أجل الحصول على عقود وهميّة للتكسّب السياسي. لنذّكر الحكومة الجديدة بوجوب وجود العيساوي ومن شابهه بالهمة والشجاعة والإخلاص في المناصب القيادية من أجل إعمار البلاد التي طال انتظار اعمارها، ولنعيد للشخصيّة الوحيدة التي حملت ملفاتها وذهبت إلى البرلمان وناقشت البرلمانيين بكل دولار دُفع في النفقات، من دون أن تُثبت عليه تهمة فساد واحدة. يجب إعادة هؤلاء إلى المناصب ليعيدوا الزهو لبغداد وللبلاد.
|