العراق ينزف دماً

 

مر على العراق أحد عشر عاماً وهو ينزف دماً ويعاني إقتصاداً ضعيفاً وتردياً في جميع المرافق الخدمية والصحية والتربوية والأمنية، مما جعل الساحة العراقية كل من هب ودب فيها من عصابات تدعي تطبيق الشريعة الإسلامية بإسم داعش وأخرى طائفية لتحمي هذا المكون إذا كان شيعياً أو سنياً وزج أبناء البلد في معارك؛ بحجة الدفاع عن العراق وحمايته، قيادة البلد لا تحمي إلا نفسها، وهي جالسة في محمية المنطقة الخضراء تتخاصم من أجل المنصب والجاه ولا يهمها ما يجري ومن يقتل. مسؤولون نخروا اقتصاد البلد، وزارات يقودها جهلاء ومرتشون، مشاريع فقط على الورق، البنية التحتية تنهار يوماً بعد يوم. إذن وصل العراق إلى طريق مجهول، وبهذه الحالة يجب أن يتكاتف ابنائه لإيقاف هذا الإنهيار كيف ومتى؟

 

بعد خروج المالكي الذي كان المسبب الأول في كل ما جرى ويجري، استلم حيدر العبادي حقيبة رئاسة الوزراء، وتقع عليه مهمة صعبة في كيفية مواجهة أعباء الماضي، وما تحمل من أزمات على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية، بدئاً من تشكيل الوزارة إلى الوضع في  المحافظات المنتفضة، ومواجهة عصابات داعش والعصابات الإجرامية. كذلك يجب أن تكون هناك ثقة متبادلة بين جميع الأطراف السنية والشيعية والكردية، وهذه مسؤولية رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، كذلك تحييد القضاء وإعاددة كتابة الدستور، كل هذه مجتمعة تقع مسؤوليتها على الرئاسات الثلاثة، ويلاحظ أن هناك سباق لبعض من أعضاء البرلمان لا يهمهم ما يجري، وإنما يهمهم أن يستولوا على مناصب وزارية، نعم من حق من يجد في نفسه الكفائة والقدرة على تولي هذا المنصب أو ذاك، ولكن اليوم على الجميع أن يتكاتفوا لوحدة العراق وسلامة أبنائه وتوفير كل مستلزمات الحياة الحرة الكريمة.

 

إن الفترة الماضية يجب أن تطوى ويحاسب كل من أساء للعراق أرضاً وشعباً ومحاسبة المسؤولين الذين تولوا قيادات الوزارات ولم يقدموا شيئاً بل بالعكس استنزفت الثروات، وأن يرفع شعار ( من أين لك هذا؟ ) لا نقول لهم عفى الله عما سلف، هذه ثروات البلد التي ذهبت في بنوك خارجية، وعودة الكفاءات التي خرجت من البلد؛ بسبب التهديد والخطف والقتل، والإهتمام بالتربية والتعليم وقوى الأمن الداخلي، وعودة المهجرين وإعادة ممتلكاتهم، وإشاعة روح التسامح للذين لم يرتكبوا جرائم واختلاسات كل هذه مجتمعة تقع مسؤوليتها على الرئاسات الثلاثة والشعب الذي ينزف دماً ينتظر