الشجرة وفأس جعيور!!!

بسمه تعالى"لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"

تلك ارض بور، في وادي غير ذي زرع، تبعد سنين عن ذلك الرجل ذو اللحية المطعمة بالبياض، كبير العلم والمعرفة، أخذ الرجل يحذوا اليها، ماشياً، زاحفاً، قد ترك أهله لأجل تلك الارض، وضع نفسه على كفة الموت منادياً، حي على خير العمل.

وصل الرجل الى تلك الارض، فوجد أهلها عابثين بها، لا يعرفون عن إصلاحها شيئا، فقام ذلك الرجل الكبير بتسوية الأمور بين أهلها، وأخذ يحرث، ويزرع، ويحفر الآبار لكي يوصل شرايين الماء اليها، فأصلحها، واصلح أهلها.

وعندئذ؛ قرر ذلك الرجل ان يزرع شجرة؛ ويسقيها بعروقه، فبدأ بمشورة أهل الارض فجاءت الموافقة، بعد العناء الطويل، والتعب الثقيل، الجهد المبذول، كبرت تلك الشجرة، فأصبح ذات ساق كبيرة وضخمة، عملاقة بجهد ذلك الرجل وفكره، ذات أوراق خضراء مصفرة، راسخة، رأسها في السماء وجذرها وطيد.

بعدها رحل ذلك الرجل، الى بارئه، فجلس الناس تحت تلك الشجرة، يأكلون من ثمرها، ويذكرون طيب ذلك الرجل الكبير.

فيوم جاء رجــل يدعى جعيور، كان يضن انه يستطيع ان يستأصل هذه الشجرة، فأخذ فأسه الرخيصة، بفكرته الفاسدة، وخطته الشيطانية، يريد قطع تلك الشجرة بأفكاره الواهية.

آه.. كدت أنسى المعروف الذي اسداه ذلك الرجل الكبير لــ "الجعيور" حيث جعله كبيرا، ذو سيادة بين أهل تلك الشجرة العظيمة.

وبينما كان ماسكاً بيده ذلك الفأس ويضرب بتلك الشجرة، محاولاً إسقاطها، ومستمراً بإلقاء الضربات القاسية عليها، لكنها بقية صامدة ولم تنكسر، لان ذلك الرجل استطاع ان يختار لها التربة الجيدة، والمكان المناسب.

كم كنت أتمنى ان يأخذ العبرة رئيس الوزراء من تلك الشجرة، وعدم ضربها بالخطابات المتوترة، والتي تتهم من له الفضل في تأسيس التحالف: اعتذر الشجرة العملاقة.

آه كم كمت أتمنى ان يحمل "جعيور" فأسه فيقطع لسان من يعتدي على تلك الشجرة وأرضها. سوف تبقى تلك الشجرة صامدة على مر الدهور، مرحوماً غارسها وساقيها، وملعون ضاربها ومؤذيها.