نهج محاربة واعتقال المفكرين ينفعهم ولا يضرهم .. وسليمان رشدي مثالا

ليس من باب مصادفة ولا غرابة إطلاقا ، أن تلتقي قوى التطرف و التشدد و التخلف الظلامية والقمعية الفاشية بطرفيها السني والشيعي على أرضية واحدة وموحدة حصريا و فقط ، إلا وهو اللقاء المشترك على أرضية محاربة المبدعين و المفكرين والمثقفين والفنانين ، ومضايقتهم و اعتقالهم التعسفي ، بل وحتى قتلهم الإجرامي ، أو التحريض على ذلك بمكافأة مادية مغرية في الدنيا ، أو بوعود جميلة وردية وزاهية بهيجة بحصول على حريم حسناوات من عذراوات فاتنات و بجنس كثير طوال اليوم في الآخرة !!..
وقائمة كلا قوى الطرفين المتطرفة الظلامية طويلة بهكذا مضايقات واعتقالات و جرائم قتل ومطاردات وملحقات وعمليات إجبار على الطلاق و الهروب والاختفاء والنزوح والهجرة إلى أديار الغربة والشتات ..
وإذا كان بعض المفكرين والمبدعين قد قُتل بوحشية كالمفكر اللبناني حسين مروة على أيدي تكفيريي الشيعة اللبانيين ، وفرج فودا على أيدي التكفريين الوهابيين ــ بينما بعض أخر قد تعرض لمحاولة اغتيال كالروائي الكبير نجيب محفوظ ـــ على سبيل المثال وليس الحصرــ فأن هذه المضايقات والملاحقات التعسفية ، في حقيقة الأمر ، كانت بمثابة فوائد ومنافع لبعض أخر من كتّاب ومفكرين وسببا مباشرا و رئيسيا في انتشار شهرتهم العالمية ..
و ضمن هذا السياق برز النظام الإيراني الثيوقراطي التعسفي بقائمته الحافلة ، كأكبر وأشد محارب ومضطهِد وباطش للمبدعين والمثقفين والفنانين والمفكرين على هذا الصعيد ، وهو نفس النظام القمعي الذي يعتقل اليوم المفكر العراقي أحمد القبانجي ويزجه في غياهب السجون والمعتقلات ، طبعا ليس بسبب أعمال إرهابية ، أو فساد مالي أو إداري أو تآمر على أمن الدولة ، و أنما ــ وبكل بساطة ــ بسبب طروحاته وارهاساته الفكرية فحسب ــ و التي يعتبرها هو تنويرية و هذا من حقه طبعا ــ دون أن يفطن هذا النظام الغبي و المتحجر المغلق كصخور تورا بورا ، بأنه بذلك ، أنما يساهم في نشر شهرة أحمد القبانجي لتكون أوسع شهرة وصيتا ، مثلما فعل مع الروائي سليمان رشدي الذي بات بين ليلة وضحاها (بفضل فتوة الخميني وفديته المليونية المقدمة ) أشهر روائي في العالم ، بعدما كان أكثر الكتّاب استغراقا وهامشيا في عالم المجهول والنسيان ..