لماذا انقلب الحرس القديم لحزب الدعوة على المالكي

مما لا شك فيه ان المالكي تعرض لضغوطات رهيبة داخليا وخارجيا للرضوخ و التنازل عن منصب رئاسة الوزراء بالرغم من ان المزاج الشعبي الغالب في الشارع الشيعي معه وكذلك الضوابط الدستورية والقانونية تتيح له الأستمرار بالمنصب ............

وكانت اكثر العوامل التي لعبث دورا كبيرا في ابعاده عن الحكم هو لأنقلاب الأبيض الذي نفذه الحرس القديم لحزب الدعوة ضده والذي كان على رأس مخطيطيه والعقل المدبر له وليد الحلي وعلي العلاق والذي شاركهما فيه بقية القيادات التاريخية مثل علي الاديب وصلاح عبدالرزاق محافظ بغداد السابق وبقية الكادر المتقدم القديم في حزب الدعوة وكان من اخر المشاركين فيه هو حيدر العبادي الذي كان في البداية يعارض هذا التوجه ويحسب على صقور المالكي والذي كاقأه المالكي بمنصب نائب رئيس مجلس النواب ثم استطاع الأنقلابيون جره الى مربعهم بعد منحه منصب رئيس الوزراء ولم يبق مع المالكي من الحرس القديم سوى خلف صمد وعبد الحليم الزهيري الأب الروحي لحزب الدعوة وعرابه الذي حاول التوفيق والوصول الى حل وسط لكنه لم يفلح فأنصاع مع الآخرين ....وكان طلب المرجعية بعدم التجديد للمالكي هو الفرصة المناسبة وسلاح الدمار الشامل والحجة القوية التي استخدمها الحرس القديم اساسا لتنفيذ الأنقلاب على المالكي وأزاحته من الواجهة...

السبب الحقيقي لأنقلابهم هو شعور هؤلاء بالتهميش وبفقدانهم القوة والنفوذ و المشاركة بالقرار في الحزب لصالح المالكي ومراكز قوى جديدة من جيل جديد استطاع المالكي ان يبنيها من خارج الحزب والكثير منهم من أقرباءه ومن الكوادر التي ليس لها تاريخ في حزب الدعوة واصبحوا قواعد ساندة ومروجه له في البرلمان والأعلام والساحة السياسية والدولة ويعلنون الولاء له ولسياساته . ومما زاد في ذلك شعور الحرس القديم بالأنكسار والخذلان لعدم وصول الكثير منهم الى عضوية البرلمان مثل وليد الحلي و صلاح عدالرزاق .. والذي وصل منهم اعتمد على ا لأصوات الفائضة لمرشحين من الوافدين الجدد وليسوا من رموز حزب الدعوة فمثلاعلي العلاق الذي كان رقم واحد في الحلة لم تتجاوز اصواته ربع العتبة الأنتخابية واعتمد على اصوات حنان الفتلاوي لثبيت مكانه في البرلمان وكذلك علي الأديب بتاريخه جاء بالترتيب الثالث بعد زوجي بنتي المالكي في كربلاء ولم يتجاوز العتبة الأنتخابية..... لذلك كثر اللغط بينهم و وجهوا اللوم في ذلك لسياسات المالكي الذي اعتقدوا انه استحوذ على مملكة الحزب واخذوا يتصورون ان مستقبلهم السياسي سينتهي ببقاء المالكي في الحكم وسلطته وشخصيته و الذي اصبح غولا ورقما صعبا وستطغى عليهم جماهريته في الشارع الشيعي وسيلتحقون بركب الجعفري الذي اصبح فعلا ضعيفا في العمل السياسي بالرغم من كونه يفوقهم تاريخا ودهاءا وامكانيات