(كابوس) العراق يبحثُ عن قابوس ؟ !

والمقصود هُنا ، سلطانَ عُمان : قابوس . والوقائع تقول ان السلطانَ المذكور قام بانقلاب ضد والده ، وَتَسَلّمَ السلطة اثر هذا الانقلاب . كُتِبَ الكثيرُ ضد (الوالد المخلوع) ، و كُتِبَ الاكثر ، أيضاً ، لصالح السلطان الجديد (الابن) . لا أتذكر تاريخ (الانقلاب) بالضبط، ولكن : المرجّح أنه تم في مطلع سبعينات القرن الماضي . ولا أدري ما هي وسيلة الانقلاب ؟ على أية حال ، أُزيحَ السلطانَ (الاب) ، وحل (الابنُ) محلَّةُ . والذي يهمنا، هُنا ، جانبٌ إعلامي ، ذي صلة بالعراق ، رشح نتيجةً لما حدثَ في عُمان . فمن المعلوم ان اجهزة الارسال الـبرقي

(التيكرز) قد دخلت العراق ، واستخدمتْ في الصحافة ، كوسيلة لنقل الاخبار . وفي جريدة الثورة كان هناك جهاز (تيكرز) يمدنا بالاخبار وكان مندوب وكالة الانباء العراقية (واع) في بيروت من مصادر امداد الصحف العراقية بالاخبار والموضوعات .

ومطلع عام 1971 ، وَرَدَ – عبر التيكرز – من مكتب (واع) في بيروت ، ان مجلة (الحوادث) اللبنانية نشرتْ مقالاً ، تابعتْ فيه ما حَدَثَ في عُمان . لكن الملفت للنظر ان مقال هذه المجلة ، كان بعنوان : كابوس العراق يبحثُ عن قابوس ؟ ! .

ويصحُ التساؤل : لماذا هذا الربط بين ماحَدَثَ في عُمان ، وبين ما تتمنى المجلة حدوثه في العراق ؟ . ويصح تساؤل آخر : لماذا موقف القطيعة حينها : بين الاعلام العراقي ومجلة الحوادث ؟ . كان صاحب المجلة ، الصحفي اللبناني المعروف سليم اللوزي . كان في قطيعة دائمة مع معظم الانظمة العربية ، من جمهوريِّة ومشايِخيَّة . واستمر في هذه القطيعة . وأثناء الحرب الاهلية اللبنانية ، هاجَرَ من لبنان واقام خارجه . وعاد الى لبنان بزيارة قصيرة ، وقد تم اغتياله أثناء هذه الزيارة على طريق مطار بيروت .

نعود لمقال (كابوس العراق) فقد تم الاطلاع عليه من خلال جهاز (التيكرز) . واحدث رد فعل وامتعاض . كان مقالاً عنيفاً ، يحمل التبشير بوضع مستقبلي جديد في العراق .

وكتبتْ جريدةُ الثورة ، افتتاحية قوية حَمَلَتْ الكثير من التحدي ، وكانتْ بعنوان : لنْ تقومَ هُنا تشرينٌ ثانية .. وقد كُتبت خارج الجريدة ، وأُرسلتْ اليها للنشر . ونُشِرَتْ في الصفحة الاولى ، في الحيز المخصص لنشر الافتتاحية .