ماذا تخفي لك الايام يا عراقي؟؟

 

يمر عراقنا بابشع ازمه منذ عهد هولاكو (656هج) واذا ما قارننا بين تلك الفتره وبين يومنا هذا نلاحظ اوجه تشابه فريده من نوعها ولا يهمنا الان اوجه الاختلاف لاننا لسنا بصددها بقدر ما نحن بصدد اوجه التشابه ...فمن اهم اوجه التشابه هي مايلي :

1: خوار السلطه وفسادها وانشغال الامراء والسلاطين بالملذات والجواري والليالي الحمراء وعدم الانتباه الى ماكان يجري من احداث ومتغيرات وتحولات في البلدان المجاوره للامبراطوريه العباسيه التي نخر الفساد المالي والاداري مختلف مفاصلها.. وهو ما يحصل الان بالضبط في جميع مفاصل الدوله العراقيه منذ ثمانييات القرن الماضي واستفحلت بشده بعد سقوط النظام الدكتاتوري الشمولي على ايدي قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحده الامريكيه وبريطانيا.

2: تفكك الدوله المركزيه في الايام الاخيره ما قبل سقوط بغداد على ايدي المغول بقيادة هولاكوالى دويلات صغيره وامارات هزيله كانت تدين بالولاء بالاسم فقط للسلطه العباسيه في بغداد كالاماره الحمدانيه والدوله الايوبيه ودولة المرابطين واغيرها من الامارات والكيانات المتعبه مما سهلت للغزاة بسهوله من دخول بغدا واحتلالها والعبث بها وباهلها وتاريخها وتراثها وكرامتها واثخان اهلها بالقتل والتنكيل بصوره مرعبه جدا والتي كانت اشبه بما يمربه العراق اليوم على ايدي مجرمي الدواعش ...

3: انهيار المعنويات في صفوف الجيش العباسي والاهالي الى حاله غير مسبوقه حتى وصلت الحاله الى ان المغولي الاعزل كان يقتل المواطن العراقي المدجج بالسلاح بمجرد ان يطلق صيحه فارغه عليه فيلقي سلاحه ويقتله بسلاحه وهذا ما حصل بالفعل لقوات الجيش العراقي في الموصل بلا مواجهه وحتى قبل وصول الدواعش اليها...

هذه بعضا من اوجه التشابه بين الحقبتين اللتين مرت على العراق والتي تفصلها ما يقارب ثمانية قرون من الزمن وكاْن التاريخ يعيد نفسه لتتهياْ بغداد لتراجيديا ربما تكون اشد وقعا وتاْثيرا لا سامح الله اذا لم يتدارك العراقيون حجم الخطر المحدق ببلدهم ومسقبلهم ووجودهم.

ان العراقي اليوم في وضع لايحسد عليه ابدا فدمه مباح وممتلكاته مسلوبه تحت حجج واهيه لان هذا رافضي وذاك كوردي وذاك مسيحي وذاك ايزيدي وذاك سني مرتد وذاك تركماني و...... الخ من الاسباب والحجج التي ما انزل الله بها من سلطان ..... والادهى والامر من كل تلك الماْسي الحاق الاذى بكرامة الانسان العراقي وشرفه وعرضه وسوق نسائه سبايا لتباع في سوق الجواري ....

ولكن يبقى الصوت المدوي الذي يتردد في الافاق والذي اطلقه الحسين لدرء الظلم والمفاسد وهو(هيهات منا الذله) ويقينا لو تمسك العراقي بالقران وبذاك الصوت المدوي لن يقهره كل دواعش الدنيا ويتساقط امامه كل شذاذ الافاق وابناء الرذيله واولاد الزنى كالجرذان ....

ايها العراقي الاصيل من كل الاطياف والمكونات عندما خرج الحسين فانه خرج من اجلك ومن اجل كل مظلوم على سطح الارض بشرط ان تتبنى تلك الصيحه وتطلقها باعلى صوتك كما اطلقها الحسين باعلى صوته (هيهات منا الذله) ,وتتمسك بارضك وتمسكها مسكا عندها يقف لك العالم اجلالا واكبارا كما يقف الان كل دول العالم اجلالا واكبارا مع قوات البيشمركه والقوات العراقيه جنبا الى جنب ليقول العراقي لهولاكو اليوم قف مكانك فلن تمر ابدا الا على اجسادنا وهذا محال باذن الله..