والعراق يمرّ في أحلك أيامه هذا جرد حسابٍ بحلقتين ، وأنا أشدّ حقائبي للرحيل كي أطبع وأنشر مؤلفاتي الخمسة الجديدة ، أحدها ( مختارات الديوان) : جلّ قصائدي ذات هموم وطنية وقومية وبعضها وجدانية ، أونظمت في مناسبات دينية ، ونادراً في الغزل ، ولا ريب تمتزج الهموم الذاتية بالموضوعية ، وهذه مشيئة الله في خلقه ، والإنسان يمثل الإنسان ، والشاعر مَن كان لأمته لسان ، وبالرغم من كثرة شعري الذي يتضمن خمسة دواوين ، قلما تجد قصيدة لا يرتسم العراق الحبيب على عينيها وقلبها ، وكان للتغرب والغربة ، وأوضاع العراق في عصره الحديث المرير أثر كبير في بث خوالج النفس ، ووجدانها المشبع بالألم المرير ، والحزن الشديد المنفتحين على أبواب الأمل والشموخ والعزة والكرامة والأصالة ! وإليك باقات من هذه اللوعات والترنيمات الوطنية الحقيقية ، باختيارات عشوائية ، والشاعر لا يمكن له أن يكون إلا شاعراً صادقاً في بوحه وأحاسيسه !!!
من قصيدة (أجب يا أيّها البلدُ الصبورُ)
وما كان العراقُ بذاتِ يومٍ** على الطرقاتِ تنهشهُ النسورُ
ولا كان الفراتُ بإبن سوءٍ *** موائدهُ الكواعـبُ والخمورُ
ولا أمسى بدجلة َأو رباها **** أنينُ البؤسِ أو ثـديٌّ يغورُ
ولا للشّحِّ في الفيحاءِ دارٌ ****بها الخيراتُ تطفحُ والسـرورُ
ولا الحدباءُ قد نزعتْ حلاها **** فوجهُ الأرض ِتبـرٌ والنميرُ
ولا ألفَ النخيلُ سوى شموخٍ *** يطأطأُ دونهُ الأسدُ الهصورُ
ولا كانَ الشمالُ على فراق ***** كذا مرّتْ دهورٌ بل عصورُ
فما بال العراق ِ يئنُّ جوعـاً*** *** وكلُّ ترابهِ ماءٌ ونــورُ
وما بال الأنام ِتنامُ خـوفاً **** وكانتْ كــلّما مُسَّــتْ تثورُ
وما بال النساء ِموشحاتٍ **** بحزن والدموعُ هي المهورُ
وما بال الشبابِ ينطُّ غــرباً ***** وإنْ أكلتْ آمانيهم بحورُ
الى كمْ ذا تعاني مـن مرار**** أجـــبْ يا أيها البلدُ الصبورُ
من قصيدة (أيا بغدادُ يا حلمــــــاً صبورا...!!)
القصيدة من بحر الوافر أنيني يا عــراقُ من الحنين ِ *** فيا لهفي على مرِّ السـنيـن ِ
ويا عزّي إذا الأيّامُ جارت *** ويا أملي إذا خــابتْ ظنوني ِ
تعانقُ دجلة ٌ بغدادَ لثمــــاً *** وترويها الحياةَ مـــن المعينِ
تحدّثها حديثَ المجدِ لمّــا *** تربّع عرشَها أسُدُ العريــــــــــن ِ
تشيّدها يدُ المنصورِ ِ حصنـاً *** ويملؤها الرشيدُ بحور ِعيــنِ
أيا بغدادُ يا حلمــــــاً صبورا **** تفاخرُ كلِّ ذي حلم ٍ رزيـــــن
ويا بغدادُ يـــا أملاً كبيــراً ***** تقولُ لعزّةِ الأيّامِ : كونـــي
من قصيدة ( لو أطلقتني في سما رحابِها)
من مشطور الرجز
لوأطلقتنـي في سما رحابِها
أطيرُ في زهــو ٍ الى قبابِــها
ألـتمــسُ اللهَ عــى محرابــها
وأسكبُ الوجدَ علـى أعتابـها
وألثـمُ الطهـــرَ ثـرى ترابـهــا
لمـا نظمتُ الحزنَ في غيابهــا
**** لو خبّأتنـي في هــوى أهدابها
وكـان لطفُ الردِّ في جوابـها
ومــدّتِ الآمالَ منْ سرابــهـا
وأطعمتنــي القشرَ منْ لبابـها
وجرّعتني المرَّ منْ شرابــهـا
لما نظمتُ الحزنَ فــي غيابـها
عـاتبتُها أرهفُ مـــنْ عتابـِــها
****
لو كان دفءُ الحقِّ في ضبابها
والشمـسُ لا تـأتي الى أبوأبـها
وأمطرتنـي مـن لظـى عذابـهـا
والهمسُ يعلو من جوى شبابها
والطيرُ يشدو في ربــى هضابها
لما نظمتُ الحزنَ فـــي غيابــها
****
لو كان عدلُ الناسِ في خرابها
والشرقُ لا يُعدّ ُ مـــنْ ألقابها
والعلمُ قد عـــزَّ على طلاّبها
وخيّمَ البؤسُ عـلى أحسابـها
وتنهشُ الأمراضُ فـي أنيابها
منْ قمةِ الرأسِ الـــــى كعابـها
لما نظمتُ الحزنَ فــــي غيابها
لو كان عدلُ الناسِ ِفي خرابها
****
لو شُطـــبَ الحقـدُ علــى جنابها
والحـــبّ ُ في أجـوائها سما بها
ويُحضــنُ المسـيءُ في متابــها
ويغـــرقُ الجميــلُ فـــي ثوابـها
وصاحبَ الانسانُ مـــنْ أصحابها
لما نظمتُ الحــزنَ فــــي غيا بـها
من قصيدة (عـــــــــــراقُ الخير ِيُســـتلبٌ) (مجزوء الوافر) نعيمــاً أيّـها العربُ ** وكــلُّ ترابكــــمْ ذهــبُ
إذا حلـّتْ بنا النّوبٌ *** فأيـــنَ اللهُ والنــّسبُ ؟!
وأينَ محمدُ المبعو *** ث ُفينا والرجــــا عتبٌ ؟!
إذا لم نألــفُ القربى *** ثقوا الدّنيــا ســتنقلبُ
فإنْ صكـّتْ مسامعكمٍ*** عـــراقُ الخير ِيُســـتلبٌ
يعيث التركُ في شـــــطرٍ** وتلهو في الدّجى(الرّتبُ)
وفي أشـــطاره الأخرى *** يجولُ الغربُ واللعبُ
فلا واللهِ لا يبـــــقى *** علـــــى أرض ٍلكمْ عــربُ
ونصقلُ صوتَ (قائلنا)*عروسُ العـربِ تـُغتصبُ
فلا القدسُ الشريفُ لكم*** وفي أوراسـكمْ صخبُ
لقد هُــزّتْ مرابعكمْ ***** ومـا اهتزّتُ لكم رقبُ
ومَنْ أعذارهُ سـببٌ ***** فهلْ لشهامةٍ سببُ ؟!
من قصيدة " من ( ألفِ ليلتها) لألِفِ (ربيعها) "
عشية انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد ( من الكامل) :
هـــــذا العراقُ بأرضِهِ وبشعبهِ وبرافديهِ ،إذا ْ توهّــــــــجَ لاهبا
كمْ مـــــــرّتِ الأيّامُ تثقلُ جُهدَها لــــــتعودَ تلكَ الشامخاتُ خرائبا
والحـــــائراتُ الهائماتُ فريســةً ً لمنْ ارتدى ثوبَ الرزايا راهبا
ذي سُنـّة ُالخـَلـْق ِالتي من يومها خـُلِقَ الوجودُ أفاعياً وعقاربا
وطني تشقـّقَ أفقـُــــــهُ بأصابع ٍ قد زجـّها حقــــــــدٌ لتغدو ثعالبا
صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّالعلا لولاهُ ما عرفَ الشموخُ تعــاقبا
هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السما ليشيرَ نحوّ اللهِ وجداً ذائبـــا
وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتهِ خيراً يجودُ سنابلاً وأطايبــا
منْ لامني في حبّهِ متجنـياً قدْ زدتـُهُ حبّاً ودمعاً ساكبا
اللهُ أكبرُ أنتَ أولُ منْ أبى ظلمَ العبادِ ولا تفاخرُ عاتِبا
فالعدلُ والإنسانُ مطلعُ فكرنا واللهُ يبقى للنفوس ِ مُحاسبا
***********
بغدادُ رمــــزُ وجودكمْ منْ أعصر ٍ نسجتْ على دنيا الوجودِ سحائبا
(هارونُ) يرفدها بحكمةِ دارهِا فتشـعَّ نـــــــــوراً للعوالم َ ثاقبا
فغدا بساحتها كشمس ٍأشرقتْ دفئاً وبددتِ الجهامَ الكــــــــاذبا
من ( ألفِ ليلتها) لألِفِ (ربيعها) ســـــنحتْ لبارحها يفيءُ مناقبا
فتحـــــتْ قلـــــوباً للأحبة ,حلمُها قدْ جــــــــادَ في نبع ِالعروبةِ ذائبا
قد طاب (دجلة ُ) للشقيق بطيبهِ فلكمْ ســـقى من ضفتيهِ حبائبا
من قصيدة (أرضُ العراق ُكأرضكِ الحمراءِ منْ نزفِ القلوبِ)
( مجزوء الكامل المرفل) أرض ُالعراقُ كأرضكِ الحمراءِ من نزفِ القلوبِ
كلُّ الطيور ِ تحط ُ في أوكـــــــارها وقت الغروبِِ!
وأنــــا أطيرُ بلا هجوع ٍ يا لدهري من قلـــــوبِ!
فخرجتُ من أرض ِ الجدودِ مشرّداً وبلا نصيبِ
وزعتٌ نفسي للبـــرايا زاهياً وَقـْــدَ الشـبوب
ومعي قناديلي التي أوقــــــــدتـُها لغدٍ قريبِ
وجريرتي للناس ِ ما كانتْ سوى حبّي وطيبي
تبّــــــــاً لكِ يا لعبة َ الأقدار ِ إنْ ترمــــي تصيبي
مناجاة إلى شريكة الحياة
البسيط خلفَ الحدودِ كأنَّ الناسَ ما خـُلقوا نـــاساً وآرابهمْ للـــــــودِّ مـا يجبُ
فما عرفنـــــــــا من الأفلاكِ دورتَها قدْ مرَّ شعبانُ أو قدْ جــــاءنا رجـــبُ
شيخٌ أطلَّ على التســــــــعين مرتعشاً لمْ تبقَ إلا عظــــــــــامُ الجلدِ والعصبُ
أمّ ُ الوليدِ تناغي طفلـــها شجنــــــــــاً سغبى وعطشى فكيفَ الثديّ ُيُحتلبُ؟!
وحامل ٍثقلتْ من حملها وضعتْ جنينها ثمَّ ألقتْ حتفَها النـّوبُ
أجدادُنا في لحودِ الأرض ِ شاهدة ٌ من صلبنا ضجّتِ الأمواتُ والتـّربُ
عــمَّ البلاءُ فعقبى كــلِّ عائلــــةٍ قسمانَ في الهمِّ مقتولٌ ومُغتصَبُ
فقدْ سُلبنا وراحَ الناسُ في صخبٍ جهدٌ من العمر ِلا مالٌ ولا نشــــبُ
كـــــدّ وكدحٌ وحلمٌ للغنى أمــــلاً حتـّى أفقنا وضــــــــاعَ الكدّ ُوالتـّعبُ ************* \ من قصيدة (وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ...!!)
من البسيط
عاشَ العراقُ وعاشتْ أمّةٌ رفدتْ من مشرقيها شعـاعَ النبعِ للغَرَبِ
أينَ الرشيدُ ومأمونٌ وما حفلـــــــتْ " والسيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ "
بئسَ الســيوفُ إذا ما أغمدتْ جُبناً إنّ السيوفَ سيوفُ الحسمِ والغَلبِ
العزمُ في وحدة الأعضـــاءِ سـالمةً والعجزُ مكمنهُ في عضوها الوصبِ
( من قصيدة (يا بصرة َالبصائرِ النائحة
(البحر السريع)
يـا (بصــــرةَ) البصائرِالنائحة إليكِ منـّي هذه النــــــافحة ْ ! :
عقباكِ مأســـــاة ٌ على حالِها "مـــا أشبهَ الليلة َ بالبارحة ْ "! ليسَ لكِ غير عيــــــــون ٍترى خيراتكِ منْ أرضــكِ طافحــــة ْ
لم تبقَ َأمُّ السعفِ في غـــــــــابةٍ ولا نرى في ساحةٍ (ناطحـــــة ْ)!
من قصيدة (إذ كلُّ نطاح ٍ لشعبهِ ينطحُ) الكامل التام
صُعقَ العراق ُ وقادةٌ تترنحُ ***قُبحاً لهم لمّا أذلـّوا وقبحــوا
حتّى إذا انتفضتْ عليهم أمّة ٌ **حسّوا بثانيةٍ لها فتنحنحوا
يا ويلهمْ إنْ بوركتْ أختٌ لها *سترى رعاديداً يضمُّ المسرحُ
يا أيها الطاغي فما لك لا ترى**دهراً يعلـّي بالآنــام ِ ويبطحُ
لله سرٌّ في عُـــــــلاكَ وعبرة ٌ***للعالمين إذا يســــود الأوذحُ
لا تطربنَّ فهلْ ستبقى سرمداً ****إذْ كلُّ نطــــاح ٍ لشعبهِ يُنطحُ
كمْ سجّل التاريخُ قبلكَ هازئاً **رقما يُضافُ إلى الطغاةِ ويُطــرحُ
ما كانَ هذا أن يكونَ بموطن ٍ** لو عاش في الأجواءِ نسرٌ يطمحُ
لكنْ أرى وطنـــاً تغافل أهلهُ *** فالدّهرُ في جدٍ ونــــــاسٌ تمزحُ
والتائباتُ إذا ألمـّتْ بالورى *** ألفيتَ كلَّ شـــــــفاعةٍ لا تفلحُ
فالشعبُ من كسراتهِ متحسراً *** * قدْ كــــانَ في عليـائهِ يتبجحُ
يا لهفي قدْ عزّتْ عليهِ كسرة ً **** والنفطُ بالخيـــراتِ تحتهُ يطفحُ
والرافدان ونعمة ٌ ثــرّتْ وقدْ **** حلَّ البـــلاءُ فأين أينَ المصلحُ
خلـّفتَ خلفكَ موطناً متزعزعاً ***** قدْ دُكَّ تدميراً وشــــعباً يُذبحُ
والناسُ في هلع ٍ ويسحقها الآسى *** جوعاً وتشريداً وعرضاً يُجرحُ
من قصيدة (هلاّ سألتَ عن الحدباءِ يا عيـدُ) البحر البسيط هلاّ سألتَ عن الحدباءِ يا عيـدُ لقدْ زهوتَ ودنيــاها المناكيدُ
أمَّ الربيعين قد مَسّـــــتْ أطايبها أقوامُ نيرونَ، والدّجّـــــالُ نمرودُ
كفرتُ بالمجدِ لا الحدباءُ من وطني ولا لطيٍّ لـــــــواء الشعرِ معقودُ !!
من قصيدة (يا لعبةَ الأقدارِ لا تتردّدي...!) (البحر الكامل التام )
يا لعبــــــــةَ الأقـــدارِ: لا تتردّدي ***زيدي بلاءً مــــــا بدا لكِ وانكدي
وتهــــــوّري ما شئتِ أنْ تتهوّري*** صبّي جحيماً وابرقي ثم ارعدي
بيعي الشــهامةَ والمروءةَ وابخسي***وبصولةِ الأشرارِ قومي واقعدي
لاتختـــــــــــشي من دهركِ متقزّمـــاً *** فإذا كبــــا قزمٌ بحولكِ صعّدي
وتثقّفي بالهابطـاتِ ، فمنْ درى*** زهو الجهولِ يضيءُ مما يرتدي؟!
وتعــــــلّمي بيــــــن الخرائبِ وحشة ً*** مــــــن دونِ علمٍ نيّرٍ متجدّدِ
أمّا الطفولةُ والبــــراءةُ فاعلمي *** أطفالنا ســــــــعرُ الحليبِ الأفسدِ
ثمَّ اسلبي قــــوتَ الضعيفِ ولملمي *** أموالَ قــــارونٍ إليكِ وحشّدي
أو صيّري الدينـارَ ســـعرَ الدّرهمِ *** ثمّ اســحبي منهُ صحيحَ العسجدِ
عَــــــرَقٌ عصارةُ فكرنا ، مــــنْ ريّهِ *** وردتْ فغذّتْ خدعة المتبغدّدِ
يا نصفَ قرنٍ صدَّ من كيدِ العدى*** كي تقفزي فوقّ الدّجى المتلبّدِ!!
يالعبةَ الأقدارِ: زيــــدي عدّدي *** مــــــا تأكليهِ اليومَ يُطرحُ في غدِ!!
من قصيدة (ودربُ العراق كثيرُ الحفرْ!!)
شعر رومانتيكي من البحر (المتقارب) ،
ولو كنـــــــتَ في جــــنةٍ بالنعيـــم
(كثيرُ التشكي كثيرُ الضـــــــــــجرْ)
فعينـــــكَ تشخـــصُ نحــــوَ العراقْ
ودربُ العراق ِ كثيــــــــرُ الحفرْ
ترومُ المحــــــــالَ بأيـــدٍ قصـــارْ
وأبعدُ شــــــأواً منـــــالُ الظفــــرْ
وكالنجـــمِ يبـــدو قريـــبَ المنـال
ويهـــزأُ منـــكَ مجـــالُ النظــــــــرْ
ستزرعُ أرضَ العراقِ الحبيــــبْ
بشعر ٍ اصيل ٍ فريــــــــدِ الغـــررْ
بسيــــــطٍ كلؤلــــؤةٍ في النقــــاءْ
بشعركَ تشدو كنغـــــمِ الوتــــــرْ
تدرُّ الثنــــاءَ علـــى منْ تشــــاءْ
وأنَ الكريـــمَ عديـــمُ البصــــــرْ
ولا يستثيـــــرُ خفايــــا الامـــورْ
فكمْ منْ جـــوادٍ كبــــا او عثــــرْ
فلا بـــــدَّ للحقـــدِ أنْ ينجــلــــي
ولابـــدَّ للحـــبّ أنْ ينتــشــــــرْ!!
ويرفلُ شعــبُ الــعراقِ العظــيـــمْ
بدنيا النعيـــــــــمِ وحــــرُّ الفكـــرْ
من قصيدة (وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا) (من الوافر) وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا أبــــــتْ إلاّ يهيمُ بها الغَيارى ألا لله يا بغـــــدادُ مجداً تعثّرَ بيـــنَ تيمورٍ عِثارا فهمّـتْ عتمة ٌ تعلو علاها ومـا ذاقت لياليها النهـــارا! ترومُ ســــيادة ً للظلمِ عسْفاً وإنْ رسمتْ على الجيلِ افتقارا وتنهـشُ في لحومِ الفكرِ خسْفاً ومَنْ خَصِم العقولَ هفَ انهيارا فمــــــا عيش الفتى إلاّ هباءً وما فكرُ الفتـــــــى إلاّ بحارا رأيتُ بسـاحتي حجراً لئيماً يُعدُّ لمثــمرٍ يَهدِ الثمــــارا ولمّا زانهُ ســهرُ الليالي وشبَّ يـراعُهُ يملي اقتدارا أضــــاعوهُ وأيّ فتىً أضاعوا لـــــــعمركَ والأنامُ تُدكّ ُعارا
فللخلدِ البقاءُ لمـــــن تغاضى سيجعلُ أمــــــرَ جاحدهُ اندثارا فغيُّ الجـــــهلِ ســــرٌّ يزدريهِ ونورُ العلمِ يفضحهُ جــــــهارا ومَنْ ظنَّ العراقَ بلا شموعٍ ستهديهِ ، وإنْ خفقـتْ مرارا
فـــإنْ جُمِعَ العراقُ بعزم حزمٍ يكـــــــــنْ في رافديهِ أعزّ دارا فعشـــــــــــــتارٌ ستحييهِ نخيلٌ لتســـدلَ فوقَ هـــــولاكو ستارا !!
حنانيكَ لي بينَ الفراتينِ أضلعُ (*)
إليك مني قصيدتي بـ (طويلها ) المقبوض- :
حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ تُلملمُ أنـــــوارَ الجهامِ وتسـطعُ
تَهيَّجَ قلبي لوعةً بعـــــــدَ فرقةٍ تهيمُ بآفاقِ الغروبِ وتَبــــــــدعُ
ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعي فيالكِ مـــــنْ عينٍ وعينِيَ تدمعُ
عـــــراقٌ توسّدنا (الثويّةَ) ليلهُ (1) ونــغرفُ ، إذْ ضوءُ الثريّةِ يَلمعُ
ولمْ تكُ بينَ الصحوِ والنـومِ غلّةٌ يضيقُ بها وسعُ النهارِ ومضجعُ
وكانتْ ربوعُ الأرضِ تزهو بأهلها ظِلالاً ، وأغصــــانُ الشبيبة تُمتِــعُ
ولمّا وضعنا الشمسَ رهنَ صراعِنا توخّى فؤادي كبدُهُ ، وهـــو موجعُ
فضاعَ شبابُ العمرِ يَلهمُ روحـهُ وهيهـاتَ ما قدْ ضيّعَ الدهرُ يرجعُ
فمنْ لمْ يجدْ إلاّ القناعةَ مأرباً يُعلَّلُ بالصــــــبرِ الجميلِ ويَقنعُ!
ومنْ يقتحمْ سودَ الشدائدِ طالعاً تكنْ سهلهُ الجوزاءُ، والحرّ ُيَطلعُ
****************
أنّى حللّتَ بــأرضٍ عشـــتها نجفا
من البحر البسيط ، هكذا ولدت القصيدة ، وخلّها حرّة تأتي بما تلدُ!! راجع الهامش رجاء .
اكرمْ بدنياكَ ، كدر الهمَّ قدْ سلفا **أنّى حللّتَ بــأرضٍ عشـــتها نجفا |