أحد عشر سنة، ونحن في سبات عميق؛ لانصحوا من تكرار سيناريو الحكومات المتناحرة، كل حكومة تضع الحيف على ما قبلها، وكأن السلطة: قطعة جبن، تتقاتل عليها الفئران من كل حدبٍ وصوب، والنتيجة؛ ستُقتل جميعها، وتُتلف الجبنة! ترائت في مخيلتنا، حياة أجدادنا آل سومر، وأشور، وبابل؛ كيف بنوا حضاراتهم، وشرعوا قوانينهم، وشيدوا القصور، والمباني، دون أن تستوطن أنفسهم هذه القوقعة البشرية الشائعة اليوم في نفوس(القادة) الجدد؛ أي( أحفادهم عشتو!) كيف أسسوا لحياتهم الأنظمة دون تكالب، وتنازع، ونفور، عكس ما يحصل في عمليتنا الجراحية( السياسية) فالكل يرى في نفسه الأحقية، والجدارة في نيل هذا المنصب أو ذاك؛ بل يصل الأمر إلى أن يغرس أظافره في قلب السلطة حتى يقنع، ولن يقنع. لم نسمع يوماً، أن سياسياً حصل على منصبٍ إقتصادي، وإقتصادياً حصل على منصبٍ تنكلوجي، و(عربنجي) حصل على منصبٍ حقوقي، ولا بائع فواكه وخضروات؛ قد حصل على منصبٍ قيادي، وأُعتبر ركن من أركان الدولة! سمعنا بكل هذا مؤخرا؛ً عقب سقوط نظام العائلة البعثية الواحدة؛ هذه التحولات في المناصب؛ من (معجزات) نظامنا السياسي الفذ..! مسكينٌ أنت يا رحيمة! فلم تكن القيادة، والريادة تُداعب مُخيلك أبداً، ولم تتأثر بحراك الأفندية السياسي، فلا تحلم سوى ما تجنيه شباكك من مياه الأهوار السومرية ذات الخير الوافر؛ وألى أي منعرج يقودك" المشحوف" بين أجمات القصب، والبردي، وإلى أي نهايةِ يقودك عشقك لأرضك، التي عشقتها، وفاقت قصة العشق بين غيدة، وحمد! ربما قد كنت محظوظاً أيها المسكين؛ فلم تجلس و أمامك منضدة فارهة، وخلفك علم الحزب أولاً، وعلم العراق ثانياً! ولم ترتدي بدلة أنيقة، ورباط كما كنت تسميه" الباينباغ" بلسانك الفطري، وتُصبح لديك حنكة سياسية مزيفة، وترتجل الكذب على المنابر السياسية! لكنك لن تفعل! لأنك تشبثت بأصالة آل سومر ، ولم تتشبث بمنصبٍ سلطوي..! التشبث بالمناصب ، دون النظرِ لإستحقاقٍ مهني ينبغي أن يشغلها، قد يؤدي إلى كارثة، وإنهيار في مؤسسات الدولة، كما فعل( رنكَوا) طيلة الثمان سنوات؛ فلَم تسلم الحكومة حتى هذه اللحظة، من ما سببه التشبث، والمغازلة بالسلطة، من قبل وعاظه، فأعينهم تتجه صوب" حبشكلات" الحقيبة الوزارية، ليتكالبوا بأيديهم، وأرجلهم نحوها، والنتيجة، تتجدد الإنتكاسات، وتُخلق الأزمات، واحدة تلو الأخرى، ويستطيل الخراب، ويدفع الثمن(ولد الملحة) جراء السياسة الفوضوية. " حبشكلات" الكابينة الوزارية الجديدة، بيد" العبادي" والقادة؛ ممن يشعرون بأنهم أحفاد سومر حقاً، عليهم أن يكونوا فريقً قوياً منسجماً، لينقذوا" مكَاريد" الوطن، تحت قيادة مهنية، بعيدة عن التحاصص، والتحزب، والمغازلة على حساب الآخر
|