على راسي أنتم يا أبطال

بعد أن فارقتني الضحكة على مدى ثماني سنوات في أقل تقدير. وبعد أن نسيت كيف افرح، شأني شأن كل صاحب أشياء لم يستعملها دهرا حتى كادت تموت وصارت بالكاد تتنفس. بعد كل ذلك اليأس القاتم أكاد لا اصدق روحي التي انتعشت اليوم على وقع أول نشرة أخبار صباحية طالعتني ببشرى علامات اندحار الدواعش وانكسارهم.
على راسي انتم يا أبطال الجيش، ويا جند البيشمركة، ويا عشائر الغربية، ويا أيها المتطوعون لتصحيح الخطأ الذي ابتليتم به. وما كنتم لتبتلوا لولا عقول تحجرت وضمائر أعطبها حب السلطة والتسلط.
اليوم أشعرتموني ان في العراق شمسا وهواء وماء. إنها الحياة عادت لتغني من جديد بفضلكم. حتى الأخبار صارت وكأنها أغان. وأي أغنية أجمل من هروب خليفة أو طاغية ذي وجه أسود يكذب؟ حتى وجه المذيعة صار أحلى. ما أجمل شفتيها وهما تبشراني بأن الحياة في طريقها اليوم الى تكريت بعدما زارت مخمور: على راسي يا حلوة. زيديني فرحا زيديني.
وفي الشمال عادت طيور الحب ترفرف فوق رؤوس أبطال البيشمركة لتكش الغربان عن سد الموصل. وهناك مع الجيش العراقي كانت الدبكة حلوة جدا يا كاكا. ما أحلاكما معا، وما أكرمكما، وما أعلاكما أيضا: أنتما على راسي والله.
زيدوا الدواعش نكداً وهماً واندحاراً برفع رايات المحبة. غنّوا فالغناء يرعبهم. افرحوا فالفرح يطرد الشر ويفتح أبواب الخير. على السواتر وفوق السدود وبين الشوارع رددوا:
هربجي .. كرد وعرب لجل الحياة
هربجي لعيون دجلة .. وبوسه لخدود الفرات
هربجي .. حتى ولدنا تعيش وتغني البنات
هربجي