عودتنا صحيفة " المدى " بنسختها الالكترونية ان تنشر صورة تحت عنوان "صورة اليوم" , ويتم اختيارها على اساس الحدث اليومي الاهم في سياق الحياة العراقية المضطربة . صورة اليوم الاربعاء 20 / 8 / 2014 لأحد عناصر قوة مكافحة الارهاب قرب سد الموصل الذي تم تحريره في اليومين الاخيرين , وهو ( العسكري ) واقف في مصفحة عسكرية وماسكا بيده اليمنى سارية العلم العراقي الذي يرفرف فوق رأسه , وارتفع ثلثاه الاحمر والأبيض فوق فوهة المدفع الرشاش للمصفحة . العلم العراقي تآكلت جهته السائبة ولم يبق من اسم ( الله ) عز وجل الا نصف اللام الثانية والهاء , ومزقة كبيرة في الوسط تجاوزت اللون الاحمر الاعلى ونزلت لتقسم كلمة ( اكبر ) الى قسمين . رمزية هذا التمزق تذكرنا بمتاجرة من استخدم اسم الله العزيز في العلم , وهو سرعان ما يتحول الى خرقة قد لا تتمزق فقط وإنما تستخدم لكل الاستعمالات . والانكى مع الذين حكموا بعد صدام , وجلهم من الاسلام السياسي , ومثلما تاجر صدام بخرقة العلم تاجر الاسلاميون وزايدوا عليه . وجل الله عن احتياجه للوكَية السياسيين الاسلاميين العراقيين . الراية العراقية المتآكلة بيد الجندي بألوانها الباهتة المتربة توضح وضعية العراق برمزيتها , بكل بؤسه وما وصل اليه من تمزق , وحتى الله عز وجل لم يسلم على اسمه في العلم الذي هو رمز ( السيادة ) العراقية . مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية السيد المالكي لا يختلف عن مكتبه الثاني باسم رئيس الوزراء , والذي اختزلت فيه كل وزارات الحكومة ومؤسسات الدولة . كذلك مكتب القائد العام الذي يقوده قاسم عطا , فقد اختزل كل قيادات الجيش والشرطة والأمن والاستخبارات وأصدر بيانين , يؤكد فيهما على تذمر حكومة دولة رئيس الوزراء من الجهد المتضافر بين قوات البيشمركَة والطيران الامريكي في استرجاع ما استولت عليه داعش بعد ان هرب جيش دولة الرئيس , وترك الاهالي بين انياب داعش لتفتك بهم . جاء في البيان الاول : " لوحظ خلال الايام الماضية اختراق طائرات اجواءنا وتسليم تجهيزات عسكرية من دون موافقة الحكومة , وفيما نرحب بالموقف الدولي الداعم في حربه ضد الارهاب نؤكد ضرورة احترام سيادة العراق " . الثاني يحذر :" كل الدول من استغلال الوضع الامني في شمال العراق واختراق السيادة الوطنية وتزويد جهات محلية بأسلحة واعتده من دون موافقتنا " . على اثر البيانيين تراجع الامريكان , وقدموا اعتذارا لسيادة رئيس الوزراء المالكي ختموه بهذه الجملة " ليس من المعقول ان لا يعرف الامريكان حجم سيادتك يا دولة الرئيس" . يتفاءل البعض من العراقيين بعودة الامريكان العسكرية بعدما فاجئهم تقدم داعش وبشاعة الجرائم التي ارتكبتها . هذا البعض يعتقد ان اول فوائد عودة الامريكان ازاحة المالكي مثلما ازاحة صدام سابقا , بعد ان دفعت طائفية المالكي التفتت بين المكونات العراقية الى درجة اكبر بكثير مما يحتاجه الامريكان لاستمرار سيطرتهم على العراق . ولو صدق الخبر الذي نقله " صوت العراق " عن الموقع الالكتروني للبيت الابيض يوم 19 / 8 / 2014 الذي كان تحت عنوان " البيت الابيض ينشر طلبا لمحاكمة المالكي كمجرم حرب " , ويتهمه بارتكاب جرائم ضد الانسانية . وسيقول الامريكان للعالم : نحن انقذناهم من صدام , وخلقنا لهم نظاما ديمقراطيا يوازن بين جميع المكونات , وطلبوا منا ان نترك العراق , وخرجنا . لكنهم وبعد عشر سنوات لم يتمكنوا من حكم انفسهم , ولا توجد طبقة سياسية ناضجة وتشعر بالمسؤولية لأخذ زمام السلطة لحد الآن . ازداد الفقر , وفقد الامن , وسلم ثلث العراق الى داعش , وداعش مطلوبة اليوم الى مجلس الامن الدولي . واحتمال ان يطلب مجلس الامن من الامريكان الاشراف على العراق لتعليمه السير خطوة خطوة على التبادل السلمي للسلطة . الامريكان سيعلقون كل فشلهم وخسارتهم وأخطائهم المتعمدة وغير المتعمدة على شماعة المالكي . ومن المستبعد ان تحظى بمحكمة شبيه بمحكمة صدام , فأنت ارفع , والأمريكان يعرفون جيدا حجم سيادتك يادولة الرئيس , ومحكمة العدل الدولية هي الانسب بإذن الله .
|