العراقيون مقارنة بشعوب الدول النفطية في المنطقة ، لم يستمتعوا بعد بثروتهم البترولية ، ويقال ان بلدهم يمتلك اخر برميل احتياطي في العالم ، وقبل آلاف السنين من اكتشاف النفط في حقول" بابا كرر" من قبل شركات اجنبية ، والنار الأزلية مازالت مشتعلة ، وكأنها تريد ان تعطي صورة للواقع العراقي المشتعل ، دول الخليج شهدت تحقيق قفزات نوعية بالتنمية الاقتصادية وتحولت مدنها بعد مرحلة اكتشاف النفط الى "زرق ورق" بفعل انتهاج سياسة ثابتة لاستثمار الثروة الوطنية في تحقيق تكامل اقتصادي . القوى السياسية العاملة في الساحة العراقية منذ عشرات السنين، تبنت القضية النفطية ، وطالبت بإدارة وطنية لاستخراج النفط وتصديره فرفع شعار نفط العرب للعرب ، ولا لسراق النفط العراقي ، والنفط ملك الشعب ، وغيرها من الشعارات التي كانت تكتب على جدران الأزقة والشوارع في العاصمة بغداد ومدن اخرى ، وتنشر في بيانات الأحزاب "المناشير السرية" المطبوعة على ورق اسمر في سنوات العمل السياسي السري ، وبقدر احتياطي النفط ، كانت المواقف ، وآخرها المطالبة بمنح الفرد العراقي مبلغ 500 دولار من واردات النفط ، لتحسين أوضاعه المعيشية ، وبصرف النظر عن وجهة نظر الاقتصاديين بهذه المطالبة ، فانها تنطلق من جهات ، يبدو انها شعرت باليأس من إعادة البنية التحتية ، وتطوير ملف الخدمات وفي مقدمتها القطاع الكهربائي ، وإمكانية إقرار قوانين الضمان الاجتماعي ومكافحة الفقر ، لإنقاذ شرائح اجتماعية واسعة تعيش تحت خطه في بلد نفطي ، عجز برلمانه عن تمير قانون النفط والغاز فاصبح مصدر خلاف بين اطراف العراقية . "سوادي بترول " ليس اسم شركة نفطية يمتلكها العراقي "سوادي " وانما لقب اطلق على الرجل لأنه الوحيد كان على إيمان راسخ وأكيد، بانه في يوم ما سيعيش في بحبوحة العيش لاعتقاده بان الأحزاب العراقية ستناضل وتجاهد لتحقيق شعاراتها بخصوص القضية النفطية ، وحين طرق نهاية عقد الثمانينات باب منزله الكائن في مدينة الثورة سابقا ثم صدام، وحاليا مدينة الصدر ، مسؤولون يرتدون الزي الزيتوني ووجهوا أسئلة يستفسرون فيها عن الميول السياسية لنجله الأكبر وهل يحمل نوط الشجاعة ، أجاب الأب بان ابنه معروف بالمنطقة ، ويمتلك موهبة كتابة الشعر الشعبي وأداء الأغنيات في المناسبات الوطنية والقومية ، وانتهى الحديث بين الطرفين بإبلاغ سوادي بضرورة حضور ابنه الأكبر لمقر الدائرة البلدية لإنجاز معاملة تسلمه المكرمة ، في تلك اللحظة شعر سوادي بالفرح واخبر الأهل والجيران بان أمنيته تحققت في الحصول على حصته من النفط . في اليوم الثاني توجه ابن سوادي بكامل أناقته لإنجاز معاملة الحصول المكرمة ، وأثناء التوقيع على المعاملة ، عرف ان " المكرمة" تقديم تعهد موقع من قبله لدائرة البلدية لمراقبة حاوية النفايات الواقعة بجوار منزله ، وحمايتها من العبث ، ومن هذه القصة حصل الأب على لقب "سوادي بترول ". |