لا زال ضحايا البعثيين يعانون من مظلومية إهمال حقوقهم سواء في العودة إلى الوظيفة أو على صعيد الإحالة إلى التقاعد .. وبهذا الخصوص سمعنا وقرءنا مئات من الشكاوى والمقالات المحمَلة بمشاعر الغبن والإجحاف .. بل أكثر من ذلك يجري التعامل معهم إثناء المراجعات بالازدراء والجفاء حينا وبالغلاظة والاستسخاف والاستهانة حينا أخر، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالمرارة والخيبة ولا سيما عندما يعرفون بإحالة أكثر من (52 الف موظف إلى التقاعد من المشمولين بإجراءات المسألة والعدالة ) أي من البعثيين سواء عن المصلحة أو عن العقائدية !!، بينما في السابق فتحت مكاتب حكومية في كل من دمشق وعمان و صنعاء لإقناع البعثيين بالمراجعة طبعا ليس إلى العراق وإنما إلى هذه المكاتب بغيةإحالتهم أما إلى الوظيفة أو إلى التقاعد .. وهو اللغز الملغز العجيب و الغريب الكامن في المخ الجبار و الذكي الفعّال للحكومة المخضرمة !! وهواللغز الذي لا يستوعبه العقل البشري منذ نشأته وحتى الآن : إذ كيف يمكن مكفأة ممن كانوا وقودا لماكنة القمع والقتل للنظام البعثي الفاشي على حساب إهمال حقوق ضحاياهم ؟! .. بينما ــ وحسب المنطق السليم والعقل القويم ــ كان يجب أن يكون العكس هو الصحيح ،طبعا إلى جانب الفرز والتمييز بين من هو كان جلادا ومجرما قاتلا وبين من لم يلحق أي أذى يذكر بأحد من المواطنين .. غير إن حقيقة الأمر أبعد من ذلك بكثير ، وأنها تكمن أصلا في قوة البعثيين الذين تعودوا على أن ينتزعوا ليس حقهم فقط وإنما حقوق الآخرين أيضا بأساليب القوة والعنف .. فالبعثيون لا يشكون ولا يتباكون على طريقة ضحاياهم وإنما يملون ما يرونه حقا لهم وينتزعونه بالغصب و القوة .. مثلما فعلوا ذلك دوما فهل يُلامون على ذلك ؟!.. لا قطعا ..
|