هــل ستـقف كـركـوك مـع امــرلي ؟!! |
لا يخفى على الجميع مايجري على المكون التركماني في العراق من استهداف عرقي وطائفي منذ السنين ، وزادتبعد احداث الموصل ومن بين كل هذا سجل ابطال التركمان في ناحية امرلي اروع الملاحم الوطنية والشجاعية وأثبتوا للعراق والعالم انهم اكثرالشعوب تمسكا بوحدة العراق ارضا وشعبا ولم يقبلوا بتقسيم العراق الى طوائف وقوميات. ناحية امرلي تابعة الى قضاء طوزخورماتو وهي من اكبر الأقضية التركمانية بعد تلعفر وأكثر الاقضية بالتضحية في سبيل الوطن والمبدأ والعقيدة حتى سميت بالمدينة ( المنكوبة ) نسبة الى ألف شهيد استشهدوا جراء العمليات الارهابية منذ عان ٢٠٠٣ الى يومنا هذا. تبلغ الكثافة السكانية لناحية امرلي (٢٠ الف) نسمة ويرتبط لها ٣٦ قرية اغلبها من القرى البيات وبعضها من القرى العرب السنة. مضى على حصارها من قبل التنظيم الارهابي ما يسمى بـ ' داعـش' هذا التنظيم الارهابي الذي ارعب العالم وزرع الرعب والخوف لدى جميع المكونات العراقية في شمال العراق بعد احتلالها محافظة نينوى ، وهي أكبر محافظة من حيث الكثافة السكانية بعد محافظة البصرة ؛ تارة استخدموا الجانب السياسي بالتعاون مع الجهات والشخصيات السياسية والإدارية في داخل المحافظة؛ وتارة أخرى استخدموا وسيلة الإعلام في المواقع التواصل الاجتماعي وخاصة ( تويتر) لنشر تهديداتهم وعملياتهم الإجرامية على اختلاف أنواعها بعيداً عن نهج الإسلام والإنسانية، ففي الكلتا الحالتين نجحوا في إسقاط الموصل بساعات معدودة ! وبعدها ذلك مباشرة بدأوا باعلان دولتهم السلفية والوهابية وتوجهوا للناس الأبرياء وقاموا بتهديدهم بالقتل والذبح من لم يبايعهم فاضطرت أهل الموصل بالتهج..! وتدريجياً بدوا لإسقاط منطقة تلو الأخرى لا يميزون بين التركماني والعربي والمسيحي والايزيدي والشبكي، حتى وصلوا إلى قضاء تلعفر وهو اكبر قضاء في محافظة نينوى وذات أغلبية تركمانية ، قاموا بتهديد الناس بالقتل والذبح والاغتصاب والى اخره من الانتهاكات، فهجرت الناس قسراً بالألف تاركين بيوتهم وأموالهم وأرضهم فوصل عدد المهجرين من تلعفر الى اكثر من 350 الف نازح تركماني نحو سنجار واقليم شمال العراق بالاضافة الى هجرة المسيحيين والشبك والايزيدين. قامت الخلايا النائمة في بشير،شاه سيوان، طوزخورماتو ، بيراوجلي، جرداغلي ، قرة نازه، امرلي. فبدأوا من أهل المدن الأصليين وهم التركمان من المعتنقين للمذهب الجعفري، وهذا النهج مرفوض لدى أيديولوجيات داعش..! فعلا قاموا بالتمشيط تلك المدن بداً من الشمال نحو الجنوب واحدة تلو الأخرى لإسقاطها وقتل من فيها حتى وصلوا الى امرلي. علما ان تلك المدن مختلطة فسهلة الاختراق لذلك سقطت بسهولة الى يد داعش بالتعاون من بعض الاطراف تلك المدن من القرى والأرياف ذات الفكر الداعشي ومن الجماعات النقشبندية ،عكس ذلك في ناحية امرلي في الدخل بنوع واحد وهم تركمان شيعة ، فسرعان ما بدأت تلك الخلايا النائمة في اطراف ناحية امرلي بالنشاط ومحاصرتها من جميع الجهات بنسبة 360 درجة بحيث لا يداخل عليها من في الخارج ، ولا يخرج من في الداخل.. بدأ الناس والمتطوعين التركمان في امرلي بالدفاع عن النفس إيمانا بالعقيدة الراسخة لديهم بأنهم منتصرون وعدم تسليم المدينة إلى الأوباش الدواعش كما حدثت في المدن قبلها من الجرائم الإنسانية أقل ما يقال عنها إبادة جماعية ! وذلك بارتكابهم ابشع انواع الجرائم الإنسانية للنساء والأطفال والشيوخ من القتل ، الاغتصاب والتهجير. فأصبح لدى اهالي امرلي علم اليقين بأنهم لو لم يدافعوا عن انفسهم سوف تكون مصيرهم كمصير تلك المدن والقرى!. قرروا حمل السلام شبابا ، رجالا ونساء بحمل للدفاع عن أعراضهم ومدينتهم ووطنهم. لذلك هنا سقطت قوة هذا التنظيم الذي ارعب العالم العربي والأجنبي بجرائمه البشعة خارجة عن الدين والشريعة الاسلامية ، انتهت في حدود امرلي ولم يستطيعوا من إختراق عشرات المرات ! سجل أهل امرلي اروع ملاحم البطولة والشجاعة للدفاع عن الوطن والشرف، وعدم الاستسلام بالرغم من سوء الأوضاع الصحية والنفسية والاجتماعية للعوائل وخصوصا النساء والأطفال والشيوخ الكبار هذا من الجانب البطولي. واما من الجانب الانساني تعاني العوائل منذ أكثر من شهرين معاناة كبيرة جدا لم يسلط عليها الإعلام بشكل واضح وصريح سوى الجانب البطولي ، منذ شهرين منقطع عنهم الكهرباء الوطني والأهلي تماماً ففي الليل ظلام عاتم بالمدينة ! ونقص كبير في الغذاء والعلاج، والأهم من كل ذلك الماء؛ فاضطروا بشرب الماء من المياه الآبار وهي غير صالحة للشرب ما أدى إلى انتشار أمراض الكلى لدى الكبار والإسهال بشدة لدى الأطفال ! وحتى النساء الحوامل لم تنجوا من هذه الأزمة لأن الناحية تبلغ نسبتها 20 الف نسمة تقابلها قابلة واحدة فقط !! ولعدم توفر اطباء الاخصائيين والمقميين في الناحية فقدت أحد النساء الحوامل ( حياتها مع جنينها ) بسبب حاجتها للولادة القيصرية.!! كل هذه المصائب الإنسانية التي تجرى على تركمان امرلي غائب عن الإعلام بشكل عام ولم يسلط عليها حتى الإعلام التركماني باسثناء بعض الكتاب والمثقفين والشباب والصحفيين وببعض التقارير الصحفية البسيطة بدقائق معدودة.! مرة أخرى فشل مكانة الإعلام التركماني (السياسي والحكومي) على تسليط الضوء لمظلومية ومعاناة الشعب التركماني وبشكل مكثف على أحداث تلعفر وبشير وبيراوجلي وطوزخورماتو والرشيدية وشريخان وديالى والاهم منهما فشلت في قضية امرلي حيث سلط عليها الإعلام الداخلي والخارجي لصولاتهم البطولية ، كان الأولى بنا قبل الاخرين ان ننقل اخبارنا وببث مباشر عن طريق قنواتنا الإعلامية، تلك الأحداث والاوضاع الإنسانية التي تجري على ارض الواقع ونوصلها للعالم اسوة بالإعلام الاخوة الايزيدين والمسيحيين نجحوا بانقاذ شعبهم..! لأن تلك المواقف البطولية سجلت للتاريخ وستشهد عليها الأجيال من الشعب العراقي عامة والتركمان خاصة عندما يذكرونها ، فيقولون انهم كانوا من ابطال (تركمان العراق) وهو شرف عظيم من منا لا يفتخر بهم، سوف يتباهى بها اجيالنا كما نتباهى نحن الان بمواقف اجيالنا السابق من تاريخ العراق ! الجانب الإعلامي والإنساني ضروري جدا وخصوصا عندما تمر بالازمات فتوحد الاراء والمواقف السياسية والاجتماعية لانقاذ المظلومين ؛ نشهد لله فقد وقف معنا إخوتنا من العرب الشيعة والسنة في المحافظات الوسط والجنوب والفرات الاوسط وسجلوا مواقفهم البطولية والإنسانية! فبعضهم خرج ليندد بفك الحصار عن امرلي وآخر أتى الى طوزخورماتو وامرلي كي يقاتل الإرهابيين ويموت من اجل تحريرها..!. وموقف انساني اخر لم انساها بحياتي لان اعطتنا دراساً اخلاقياً ومهنياً وانسانياً ، تلك الموقف الإنساني للطبيب كردي فيلي وهو شاب بمقتبل من عمره يبلغ 29 عاما جاء من بغداد الى امرلي مضحيا بنفسه ومستقبله تاركا اهله وناسه وعمله في بغداد ليمارس مهنته الإنسانية لعلاج المرضى والجرحى والمحتاجين الى الرعاية والعناية الصحية المركزة دون مقابل مادي منذ بداية الأحداث إلى يومنا هذا، وهو الآن يدير المركز الصحي في الناحية مع الكادر الصحي من الممرضين والمضمدين من أهل المدينة في المقابل العشرات من الأطباء التركمان الأخصائيين لم يبادروا بهذه المبادرة الإنسانية والمهنية تجاه أهلهم ! وعلى هذا الأساس ايمانا منا كشباب التركمان من الواجب الوطني والشرعي والقومي بتوصيل مظلومية شعبنا للاعلام وبشكل حيادي ومن المنظور الوطني العراقي وذو مهنية عالية بالرغم من امكانياتنا المحدودة بعد تيقننا ان اعلامنا اخفقت بحق شعبنا ؛ لذلك أطلقنا إعلامنا (المدني) على شكل حملة انسانية شبابية وطنية تحت شعار ( انقذوا التركمان ، أنقذوا امرلي) مستثمرين المواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك؛ تويتر ؛ انستكرام ؛ واتس اب) بالتنسيق مع الناشطين الشباب والإعلاميين في مختلف المحافظات العراقية؛ فأخذت هذه الحملة صداها بالأوساط الاجتماعية والاعلامية واخذت حيزا واسعا بالمواقع الإلكترونية للتواصل الاجتماعي حتى تواصل معنا الوكلات والمؤسسات الاعلامية والإنسانية من داخل وخارج العراق ، حتى وصل الأمر إلى نهضة المحافظات العراقية بتنظيم وقفات تضامنية مع أهلنا امرلي ، وكما نظمت في بغداد، ميسان، كربلاء، الديوانية، البصرة، النجف ، الكوت، وبقية المحافظات على وشك التنظيم. هنا يسأل السائل مستغرباً؛ هل ستقف تركمان محافظة كركوك بوقفة تضامنية انسانية مع معاناة شعبهم في ( امرلي التركمانية ) كما وقف هذا هذا الطبيب الكردي الفيلي وتلك المحافظات العراقية العربية والتي تبعد عن امرلي آلاف الكيلومترات!!؟ |