يقظة الذات!!

 الحلم يرقد فوق السرير , يتدثر بأغطية الأمل , يغط في نوم عميق , يبعث أنغام الشخير!

 

النخيل يتكاتف كالأجيال , تحت الشمس , يريد مزيدا من الدفء , ويقرر أن يكون برغم الأخطار!

 

الأطيار تتباهى لاهية بالضياء , وتطلق أصوات الحب واللهفة , وتصنع الحياة!

 

الأمواج تتهادى , على سطح المياه , تمنح النهر قدرة المسير , فوق موانع الأزمان!

 

البنايات شامخة , تتنافس في جمالها , وقدراتها على الصمود , بوجه العواصف والأعاصير

وتقر بأنها من صنع البشر!

 

العربات تتحرك بالطرقات , تحمل جبالا من الطموحات , تمضي نحو أهدافها , كسهام الصيرورات!

 

الفنادق المترامية السواحل , وجدت لكي يصنع الإنسان فيها سعادته , غرفها تأبى أن تفارق أنفاس السهر!

 

الموزة تسكن ظهر الطاولة , تنادي من ينظرها , أن يأكلها , إنها تريد تبليغ رسالتها , وتحقق أملها!

 

المصباح , يرفض أن يبقى مضيئا , إنه لا يريد الصباح , لأنه يسرق منه دوره , ومعنى أن يمنح النور للأشياء!

 

آلة التصوير , تسأل عن تخليد اللحظة , عن اعتقال الزمن , في صورة!

 

الهاتف الخلوي , يتغامز بنقاط سوداء , يقول للناظر إليه , هل أنت في رحلة الإنهاء!

 

الساعة تتحرك , وتأبى إعلان السكون , إنها نبض الأرض الدوار , في أعماق الجنون!

 

الهاتف الأرضي يبكي , ويعاني من إهمال , يريد الانقضاض , على غريمه النقال!

 

القدح الفارغ , يبحث عن ماء , عن عصير الأثمار , يري كفا تمسكه , ويحلم بالشفتين , يريد رشفة الحياة وحمرتها!

 

محفظة نقود وأوراق , دونها يكون البشر , بلا عنوان , بلا قدرة على الدوران , في محراب الأرض!

 

المشط الأسود الولهان , الذي أدى دوره , وأعلن أن صاحبه يمتلك شعرا , يتباهى به , في دروب الزمن الأصلع!

 

التلفاز , مشغول بالكشف عن قبائح اللحظات , ومنهمك بإظهار العورات , والخداع الفتان , ومصادرة عقل الإنسان!

 

الأسرة , تشكو من غضب البهتان , أين الحب و أين الجنس , أين الكأس والفنجان!

 

الجرائد , مشحونة بالأوجاع , تنقل أخبار النسيان , تجمع مالا و تلوث العقل , وتهدم البنيان!

 

القلم , يركض على سطر متعب , جائع عطشان , يريد أن يتحرر , من بياض الأكفان!

 

الحلم يرقد في صمته , ويعانق خارطة الإمعان , يطوف بعيدا , محلقا فوق بحار الأشجان , يسأل عن طير , ينقض كالنسر في الميدان!

 

الحلم ينام , بعد رحلة التنامي , والتناهي والإمكان , يرقد لكي ينهض كالأسد الجوعان!

 

يصرخ الباب , من شدة الطرق , وهول الغضب العريان , يتحدى المفتاح , ويبقى في عز العصيان!

 

إهتزت الأشياء , وتحطمت نافذة الغرفة , وتفجرت الأعماق , فأنجبت شبلا  , من نسل الأكوان , يسأل عن معنى أن يكون الإنسان لا إنسان!!