إعلان عراقي ساذج وذكاء مواطن مصري |
تاجر مصري تهيأ لتوريد بضاعة له إشتراها من الخارج بشراء مساحات إعلانية كبيرة في الصحف طالباُ من رؤساء تحريرها إبقاءها فارغة لمدة شهر إلا من الجملة التالية ( إنتظروا هنا إعلان لحاجة حتكسر الدنيا ) ..أحد المواطنين العاطلين عن العمل وما أكثرهم و قعت عيناه على الإعلان فتفتق ذهنه إلى فكرة (خبيثة ) ولكني أعتبرها ( عبقرية ) حينما ذهب إلى أحد التجار طارحاً عليه إقتراحاً بإعطائه بعض بضائعه ليعرضها على المحلات بحجة أنها هي ( الحاجة اللي حتكسر الدنيا ) التي دفع التاجر الاول المسكين ( دم ألبه ) ليرتزق من ورائها . وبما ان التجار لبعضهم متربصين إستحسن الفكرة ووافق في الحال على شرط العاطل بالففتي ففتي من الأرباح التي سيحصلون عليها بعد البيع . صدفة كان هذا التاجر قد أستورد نوعاً جديداً من العلكة للأطفال ( لبان ) تُحدث إنفجارات في الفم بمجرد مضغها و طلب من العاطل العبقري عرضها على أصحاب المحلات شارحاً لهم بأنها هي ( الحاجة التي حتكسر الدنيا ) وقد وصلتهم سريعاً لذا قرروا توزيعها بيعاً قبل نزول الإعلان الذي فيه سيذكرونها مع صور مغرية وجاذبة للأطفال , وبالفعل ذهب صاحبنا محملاً بكمية كبيرة منها إلى المحلات التي أصحابها فرحوا بها بل طلبوا المزيد . خلال أيام قليلة تمكن صاحبنا من بيع كل كميات العلكة التي كانت في مخازن التاجر الذي شارك العاطل خباثته .. بعد إنتهاء الشهر نزل الإعلان على الصفحات التي كانت فارغة و إذا به بعيداً كل البعد عن ( اللبان ) والأطفال و الحلويات . لقد كان لمكائن حديثة تصنع مواد جاهزة للبناء ( التاجرهو اللي يعبي بالسكلة ركَي ) ما سلف واقعة حقيقة تذكرتها بعد مشاهدتي لإعلان توجيهي وتحذيري من على شاشة فضائية عراقية أقل ما يجب أن يقال عنه بأنه ساذج . المقصود من الإعلان هو توعية العراقيين إلى عدم شراء بضائع الدول التي تدعم الإرهاب في وطننا الجريح . الإعلان تمثيلي يظهر فيه رجل يسلم زوجته بعصبية كيس فيه بعض الحاجيات وعندما تستفسر منه زوجته عن المسبب في تعكير مزاجه يرد عليها هو رؤيته لبضائع الدول التي تشارك في قتل العراقيين بدعمها للإرهابيين مادياً ومعنوياً ورفدهم بالقتلة تمتليء بها الأسواق وفي ختام الإعلان يطالب الزوج والزوجة المواطنون إلى عدم شراء بضائع تلك الدول ومن التجار الإمتناع عن إستيرادها .. قد تتساءلون إين العيب والخطأ في ذلك ؟؟ جوابي هو أنهما لا يذكران إسم الدول المعنية التي بغت وما زالت تبغي علينا وفي رقبتها ذنوب مئات الآلاف بل ملايين من شرفاء العراق الأبرياء الذين أريقت دماءهم بأيدي أدواتهم المجرمة. خوفي أن يستغل أعداء الوطن من الإرهابيين الإعلان كما فعل العاطل المصري في القصة السالفة بالترويج لأسماء دول صديقة للعراق كروسيا والصين و إيران على أنها المقصودة بالدول العدوة بدل الأعداء الحقيقييون , كالسعودية وقطر وتركيا . أليست تلك طامة كبرى إن حدثت ؟؟؟؟
|