الاقليات جرح العراق النازف

مقولة نسمعها ونرددها دائما في مجالسنا ولقاءاتنا وهي تعبر عن حالة الإنسان حين يعيش آلامه وهذه المقولة هي (اذا اشتكى عضو في جسم انسان تداعى له باقي الاعضاء بالحمى والسهر) وطبيعة هذه المقولة تعبير حقيقي عن الواقع الذي تمر به الشعوب في كل بقعة من بقاع العالم ، ولا سيما ما يمر به العراق في هذا الظرف القاسي طيلة الفترة الماضية وهو يعاني من قسوة الارهاب الذي يحاول تمزيق النسيج العراقي يعتبر رقما حقيقيا نعيشه اليوم حيث التنظيمات الارهابية تضرب يمينا وشمالا وتمتد في افقها على بقعة من مساحة الارض العراقية   وذلك بمعونة بعض المتآمرين والخونة الذين فقدوا وطنيتهم وباعوا ضمائرهم من اجل ملك زائل ذهب عنهم ولا نغالي حين نقول إن تلك الأيادي هي أيادي البعث المخلوع وقد رأينا تلك الوجوه المكفهرة والصفراء على بعض مقاطع الفيديو وهي تقتل وتقطع الرقاب وتعمل على التطهير العرقي والديني بأبشع الصور التي يمكن ان يشاهدها انسان على وجه الطبيعة .

واذا توقفنا عند الأقليات العراقية الكريمة سنجد إن هذا الفسيفساء الجميل الذي تغنى به العراق طيلة العقود الماضية اصبح يتقادم على الذوبان والضمور من المسيحيين الذين يعتبرون عماد الحضارة والتاريخ في العراق الى المكون التركماني والى المكون الشبكي ثم الى المكون الايزيدي وكلهم يشكلون أرضية حضارية مكملة لبعضها البعض في العراق مع باقي المكونات التي تمثل الثقل الاكبر في البلاد وقد لاحظ العالم ان التنظيمات الإرهابية الملتحفة ببعض شذاذ الآفاق من سقطة البعث الذين يوفرون لهم هذا الغطاء الجغرافي يعمد هؤلاء الى سياسة الارض المحروقة لتهجير ونفي كافة الاقليات وعزلهم عن بيئتهم التي عاشوا فيها لفترة زمنية تمتد الى اكثر من قرن بل اكثر من قرون امتزج تراب العراق بهم وامتزجوا به وعندما تشكوا أي بقعة من تراب العراق فان العراق كله يشكوا ألما .

اليوم عندما نعيش هذا الجرح علينا بتشخيص العلة ومعالجة هذا الجرح حتى لا يشكوا باقي العراق من شدة الالم والمأساة ، وهذه الغدة السرطانية هي باقي الشرذمة من البعثيين التي تم تشخيصها من قبل الكثيرين وعرضت مقاطع الفيديو وهي توثّق ما قاموا به من عمليات قتل اجرامية بحق الأبرياء ، كما إنهم عمدوا الى إدخال تلك المجاميع الارهابية الى البلد فعاثت قتلا واغتصابا وتهجيرا بالاقليات من التركمان والشبك والايزيديين والمسيحيين وقد نقلت الى العالم مشاهد مروعة لما قاموا به ولا اعتقد ان ضمير الانسانية يقبل بتلك الافعال وعلى عشائر هذه المجموعة من الارهابيين ان تعمل على تقديم ابنائهم الى العدالة والوقوف بوجههم ان كانوا يريدون الوحدة الوطنية ضمن هذا العراق الواحد والا فهم شركاء ابنائهم فيما قاموا به من افعال غير انسانية وستبقى دماء الابرياء تصرخ بين صخور الجبال والوديان والسهول ومياه دجلة والفرات تختلط مياههما بدماء الضحايا ، فأي قانون نعيش اليوم هل هو قانون الغاب في ظل ما تعيشه الانسانية من استقرار في اماكن اخرى من العالم .

 وعليه فاننا نطالب ان تضرب الدولة بيد من حديد ولا يحق لأحد ان يلومها بحجة حقوق الانسان لأن هذه الثلة من المجاميع الارهابية أتقنت كل فنون العنف والقتل العمد بحق الابرياء.