يُدهشني بعض الجهابزة عندما يقولوا أن فلان أو فلان ، سيُرجع العراق كما كان ، موحّد بإرضه وشعبه ومكوناته . . . . أضحك من الألم لغباوة هذه الفكرة وصاحبها . فقد كنت أتمنى أن يقبل عقلي هذه المقولة ، بل أدعوا الله صادقاً مخلصاً أن تتحقق هذه المقولة ، لكني أرى أن هناك إستحقاقات ووقائع جديدة ، وأحلام قد تحققت للبعض ، (محلية كانت أو إقليمية) ، فرضت نفسها على جميع الجهات وعلى أرض الواقع ، ولايمكن لعاقل حصل عليها أن يتنازل عنها لعيون الشعب العراقي والعراق . لقد تداخلت الخلافات وتحوّلت لإختلافات لايمكن فك شفرة رموزها ، وتقاطعت المصالح وأصبحت فوق قدرة أحد لرسمها من جديد . فقد فرض الواقع ان هناك ثلاث جهات او ثلاث شعوب ، (شعب شيعي وشعب سُنّي وآخر كردي) ، يعيشون في مساحة مشتركة من الأرض ، لا يمكنهم أن يتوافقوا فيما بينهم على أبسط الأشياء ، وترسخ هذا المفهوم عند الجيل الجديد تحت مسميات المظلومية وإستعادة الحق المسلوب من الجهة الأولى ، والإقصاء والتهميش وإسترداد ماضاع بعد طول إمتلاك من الجهة الثانية ، والحلم الكبير الذي طال إنتظاره وعلى وشك التحقق عند الجهة الثالثة . فهل سمعت انه يمكن لم الماء بعد طشّه على الارض ؟؟؟ فللتاريخ أرشيف يمكن الإستفادة من دروسه ، فاليوم لا يمكن لأي أحد سيأتي ليحكم العراق ، أن يُعيد توحيده من جديد ، لأننا سائرون بخطى سريعة نحو التقسيم ، ولانه مُخطط مُحكم تم تنفيذه بدقة وإتقان ، ومع الاسف شارك الجميع به بقصد او بدون قصد ، وتحت مسميات عديدة . مُخطط خارطة الشرق الأوسط الجديد التي تحوي على دويلات ضعيفة لا قيمة لها حتى على الورق ، تتقاتل وتتطاحن فيما بيها لتكون مقبرة لكل من يُهدد إسرائيل والشيطان الأكبر ، وبأيادي ونقود الوكلاء . إنها حرب الإنابة . . . لقد سبق السيف العذل !!!! حسبي الله ونعم الوكيل . والله من وراء القصد .
|