سمنة الحكومة ونحافة المواطن |
زوبعة من المباحثات والجدل، وفوضى عارمة حول تشكيل الحكومة الجديدة؛ خواتيم تشكيلها، لا تخلو من التكهنات، والتنازلات، وهناك ما سيوضع على سطح الطاولة، ومايوضع تحتها، لضمان حصة الأسود الجائعة، من لحم ِالغزلان اللذيذ! في لجة الصراع السلطوي، والتحاصص الوزاري العقيم، قد يكون ترشيق الحكومة الجديدة؛ فقاعة قد تطفوا على السطح، وسرعان ما تختفي، فالكمٌ الهائل من الوزارات، قد يكون بمثابة حبوب مهدئة لحالة التناحر، والغليان بين القوى السياسية، ألا إن بعض الأخيرة؛ تُمسُكُ بمطالبها الغير دستورية بِيد من حديد، حتى وإن إحترقت العملية السياسية برمتها، فلا يهز من رأسها شعرة؛ حتى إنها جعلت من بعض الوزارات إرثاً ( طابو صرف) من حقوقها! فهنالك خشية من البقاء في قاع الولايتين المتأزم، وعقرِ المحاصصة المزيفة، وتقديم التنازلات في الدهاليز المُظلمة. يوم الأثنين القادم؛ قد يكون حاجزاً شاق من الصعب إجتيازه لتشكيل حكومتنا الجديدة، أو يكون يسيراً على "العبادي" في تشكيل حكومته، فهذا يعتمد على المقبولية، والتوافق بين الكُتل السياسية، وهذا أمرٌ يبدو أكثر تعقيداً، في ظل التكالب على المناصب( كلمن يحود النار لكرصتة) أو قد يكون التأجيل أقرب الحلول، لكي تتقارب وجهات النظر، في تشكيلة وزارية توافقية، وعدم الإلتزام بالمدة الدستورية لتشكيل الحكومة، قد يدفع ثمنها" العبادي" وهذا مُراد من إعترضوا على ترشيح الأخير لمنصب رئيس الوزراء في بداية الأمر، ونددوا( بأستحقاقهم الإنتخابي) وتظاهروا بالمظلومية. بين ترشيق الحكومة الجديدة، وتصارع القوى على المناصب الوزارية، قد يؤدي الى تأجيج المرحلة الحرجة في تسمية الوزارات، وخلق فجوة من الصراعات بين القوى السياسية، قد تتسبب في إنتكاسة أخرى، وديمومة التأرجح الخطير على الهاوية. سُمنة الحكومة إشارة واضحة؛ على إن لا علاج للترهلات في جسم المؤسسات الحكومية، ودهون البطالة المقنعة العالقة فيه، والتقنع الوزاري؛ الخاضع للتحزبية، والمحاصصة على حساب المهنيون، والمغازلة بالمناصب لمصالح شخصية، ذلك التقنع؛ الذي إستنزف الكثير من ميزانية الدولة، وهدر المُقدرات الهائلة، على وزراء بدون وزارة! إلى متى؟ و حكومتنا ذات سمنة مفرطة، والمواطن نحيف، ألا تنقلب الموازين ياساسة! وتركنوا مصالحكم النفعية الضيقة جانباً، وتستفيقوا لنحافة" المكًاريد" من حقوقهم ، وسمنتهم بالحيف، والأعباء، وخطر النزوح في أي لحظة! |