الجيل السابق من الصحفيين كان يستخدم مصطلح "خبر عوازة " لسد النقص في احدى الصفحات في زمن قبل استخدام التقنيات الحديثة في التصميم ، والاستعانة بالصورة لسد الفراغ ليس بالأمر الهين ، فيضطر مسؤول الصفحة واعتمادا على اجتهاده الشخصي في معالجة الامر ، بنشر خبر قديم ، مع اجراء تحسينات بالصياغة ، لكنها في كل الاحوال لا تجدي نفعا فلا جديد في هذا النوع من الاخبار ويبقى ضمن مصطلح "خبر عوازة ". القفزات النوعية في التصميم ، والاعتماد على الشبكة العنكبوتية كمصدر للمعلومات ، فضلا عن الاشتراك بوكالات انباء دولية ومحلية ، وشبكة المراسلين ، لم تستطع منع بعض وسائل الإعلام وخاصة الصحف المحلية من التخلي عن الخبر "العوازة " بل هناك من سخر "مواهبه المهنية " في تحويله الى قصة مثيرة ليلفت انتباه القراء ، لتحقيق اغراض دعائية ، والترويج لصالح جهة سياسية . هذا النوع من الأخبار لها مواسم معينة ترتبط بإجراء مفاوضات تشكيل الحكومة ، واثناء اندلاع الازمات السياسية والامنية ، ومادامت المشاكل في الساحة العراقية متجذرة ومستمرة منذ سنوات وامكانيات الحلحلة ضعيفة ، وتحتاج الى المزيد من التفاهمات ، وتقارب المواقف ، يشعل خبر العوازة فتيل الازمة من جديد ويعيدها الى المربع الاول ، فيسهم في اضطراب وتصعيد الاوضاع ، وتوسيع الخلاف، والخبر يتضمن تصريحا لمسؤول كبير يؤكد فيه ان الرئيس الاميركي اوباما اتصل به هاتفيا في ساعة متاخرة من الليل واخبره بدعم واشنطن لسياساته وخطواته للاطاحة بالخصوم ، وخبر عوازة آخر يقول ان دولة مجاورة معروفة بمواقفها المعادية للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق منحت رئيس كتلة برلمانية ملايين الدولارات لإسقاط النظام بتنفيذ عملية عسكرية داخل المنطقة الخضراء تستثني مقر السفارة الاميركية، لضمان دعم واشنطن لمنفذي الانقلاب . احدى وسائل الاعلام الاجنبية ابلغت مراسليها في بغداد والمحافظات بالابتعاد عن تبني تصريحات اعضاء مجلس النواب ،التي تندرج ضمن تبادل الاتهامات بين الساسة ، والتبليغ جاء في اطار حرص وسيلة الإعلام على ابعاد جمهورها من "الأخبار العوازة " فهي لا تقدم معلومات بقدر ما تثير النزعات والدوافع الطائفية والمذهبية ، وتهدد السلم الاهلي ، وتداولها ونشرها وبثها تنافي القواعد المهنية ، وتشجع على العنف . الجمهور العراقي وتزامنا مع بدء مفاوضات تشكيل الحكومة ، سيتعرف في كل يوم على تشكيلة وزارية جديدة ، خلف العليان الأوفر حظا لحمل حقيبة وزارة الدفاع، عبد الفلاح السوداني مرشح للمالية، وعدنان الدليمي للخارجية، ومشعان الجبوري للداخلية، وخبر عوازة آخر يقول ان الكتل النيابية اتفقت على توسيع تمثيل النساء في الحكومة الجديدة ، فرشحت عالية نصيف لوزارة العدل ، وحنان الفتلاوي للصحة ، وعتاب الدوري للتخطيط ، ولقاء وردي ستحمل حقيبة وزارة الهجرة والمهجرين ، وفي خبر عوازة عاجل استحداث وزارة دولة تأخذ على عاتقها تنظيم العلاقة مع دولة الخلافة. |