لعل تساؤلي البارحة كان سخيفاًّ: هل تستحق الاعتقال، "تساؤلات" السيد احمد القبانجي؟ ) وتبين لي ان البلادة تليق باستغرابي عن سبب ذهاب السيد القبانجي الى قم ليعتقل؟ سذاجة سياسية حين لم أصبر ليوم واحد كي أسمع الحقيقة والخبر اليقين من مصدر الحقيقة العراقية "إطلاعات" :
كشف معاون جهاز المخابرات الايراني- اطلاعات- محمد مسجدي لاذاعة طهران، عن معلومات تؤكد "ان المفكر الاسلامي أحمد القبانجي يعمل جاسوسا لإسرائيل " وأضاف :بعد التأكد من عمالته، القي القبض عليه متلبساً في شقته الواقعة بالقرب من احد مراكز الطاقة النووية( يا للعجب) .. ووجد في منزله احدث أجهزة التصنت..!.وكان ينقل المعلومات الى اسرائيل بواسطة شفرات.. وتم اعتقاله مع اثنين ." انتهى الخبر الذي يكفي لأعدام رئيس جمهورية، لا القبانجي.
لعلنا تعودنا سماع خبر على شاكلته، عام مفبرك مجرد من أية معلوم صادقة . أخبار تنفي تهم العمالة عن الحكام وتؤكد تهم الخيانة على كل معارض . فالمعارض في نظامنا الديمقراطي يعمل بوظيفة منشقخائن وعميل، هذا إذا لم يكن لوطي أو مأبون أو شرعاً كافر، فكلها لا تحتاج الى قاضي وإثبات . لكن خبر تهمة مشينة كهذه لسيد معارض متمرد وجليل لا يصدقها غير المغفلين والساذجين مثلي، لكنه في أحسن الأحوال، تكفي لإعدام القبانجي النبيل..!
عودتنا قصص الجاسوسية من بليك الى كوهين، ان الجواسيس يعملون دوما مع النظام ومن داخله. قريبون منه، بل ظل لساسته، موالون لا معارضين . بولاء فكري وسياسي تام معلن. فاسدون ومستفيدون مثل أسيادهم. يحملون نفس شعارات النظام ومفرداته الوطنية !! وبالنجفي نختصر تهمة هذا النجفي النبيل لنقول: عْليمن هاي الجذبة مولاي ؟!
كم كنت بليدا باستغرابي من ذهابه الى قم ليعتقل!! كنت لا أشك ان السيد القبانجي ذهب لزيارة قبور أساتذته وأصدقاءه المفكرين الايرانيين الذين تأثر بهم، مثل علي شريعتي وسروش وملكيان ومجتهد شبستري. لعل نكتة لأحدهم تفسر معنى "المعارض الجاسوس" كي يعتقل، فقد سؤل ملكيان يوما سؤالاً مغرضاً يستهف اعتقاله : مَنْ تقلد من المراجع العظام ؟ أجاب بسخرية: أنا لست قرداً.!
نعم ! من يريد ان يكون جاسوسا، افضل له ان يعمل قردا مقلدا للولي الفقيه ، قريبا منه ليخدم الدولة اليهودية بصمت وأمان وعلى أكمل وجه!!
فالسيد القبانجي بعيدا عن هكذا خطأ بليد، فقد درس في قم وهو ادرى بشعابها وما يجري في دهاليزها المظلمة من تدليس ومؤامرات و حجر حريات وقتل وتكفير. والقبانجي يعرف تفاصيل ما قامت به جماعة الولي الفقيه من تكفير مفكرين ومرجعيات شيعة بارزة ، ربما كان آخرهم المرجع الكبير المرحوم محمد حسين فضل الله، حيث كانت كل أسباب التكفير تتعلق بموقف المفكرين ونقدهم الصريح للولي الفقيه خامنئي.
الغريب ان ما يبسمون بالأعاربة "الروافض" اتهموا رئيس جمهورية ايران "الصفوي" أحمدي نجاد ، كونه من أصول يهودية.! وملئوا الدنيا "جعيراً" وصورا له وهو يقبل حاخامات اليهود ! فمن نصدق نحن المثقفون الساذجون يا مولاي إطلاعات ؟ الرافضة !! فهو رئيس جمهورية لا معارض عميل ، وسوف لا يشك به أحد !! يا لخيبة أكاذيب المتأسلمين البلهاء!
الأغرب لما يجري في خريفنا العربي ، فالصهيونية هي عرّاب المرحلة والمنطقة وفي نفس الوقت، هي الضحية المتهمة وشماعة التآمر.. لا وكأننا لا ندري أي عرّاب يقود المد الأصولي في ربيعنا الإسلامي!!؟ قطر أم ايران أم حماس ؟
يقينا ان قرار اعتقال السيد القبانجي جرى بموافقة ومباركة شيعية عراقية خالصة. فالمرحلة حرجة للنظامين، وتتطلب كتم صرخات سياسية شيعية كي لا تصل لآذان فقراء الشيععية. آذان يراد لها ان تكون صماء كأوثان الجاهلية: (أيها الشيعة، أيها النائمون تحت غبار التاريخ، أنتم تعيشون وهما ً اسمه الفرقة الناجية، استفيقوا، استفيقوا، عيشوا حياة ً كريمة في بلد ارسموا حدوده، فلربما، ربما كانت هذه نهايتكم )- القبانجي-.
الحرية للتنويري النبيل أحمد القبانجي .
|