العبادي صدق في عهده لي عام ٢٠٠٦ في محل اللحوم الحلال

في محلٍ لبيع اللحوم الحلال في العاصمة البريطانية لندن, وكعادتي أذهب إلى هناك للتسوق كل يوم أحد وهو عطلة نهاية الأسبوع في المملكة المتحدة, التقيت الصديق الدكتور حيدر العبادي, صباح أول يوم أحد بعد تنازل الجعفري لصالح المالكي عن رئاسة الوزراء.
 
صَبَ العبادي جامَ غضبه على صديقه الجعفري, وقال كان عليه أن يختار شخص إداري أكاديمي لإدارة الحكم بالعراق وليس تسليمه لشخص جاهل لم يعمل بالإدارة يوم واحد.
 
بعد التسوق اكملت معه النقاش خارج المحل, كان في حزن شديد على صديقه أبو أحمد الجعفري, ويتسائل لماذا أختار أبو اسراء ولم يختارني, ويردد من هو الأفضل من هو الكفء من هو القادر على إدارة الحكومة الذي يمتلك شهادة الدكتوراه في الهندسة من بريطانيا أم الذي "يصفط أحذية" في الحسينية الحيدرية قرب مرقد السيدة زينب "عليها السلام".
 
قلت له قطعاً أنت الأفضل, وأنا مستغرب من تصرف أبو أحمد معك, وقلت له كان عليه أن يكون أمين في أختيار الشخص الذي يتسلم إدارة دفة الحكم في العراق.
 
قال لي لا لا لا لم يكن أمين, وأبو اسراء سيحطم العراق ويتأخر العراق قرن كامل, وسيجعل ضحايا صدام من الشيعة يترحمون على أيام صدام.
 
وأقسم لي انه سيستغل أي فرصة ويصبح رئيسا للوزراء في يوم من الأيام.
 
عام 2008 ذهبنا سويةً للحج وسكنا في فندق واحد, لم ينسى الرجل رئاسة الوزراء وذَكَرني بها, وقال تركت بغداد الأسبوع الماضي وجثث العراقيين في الشوارع والحكومة في سبات عميق وغير قادرة على تقديم خدمات للوطن والمواطن, يذهب رئيس الوزراء والوزراء في الساعة التاسعة لمكاتبهم لشرب الشاي والقهوة والعصائر وفي الساعة الثانية ينتهي دوامهم دون عمل وهكذا ضاعت أكثر من سنتين من عمر العراقيين وستضيع باقي السنين تباعاً.
 
في يوم من الأيام طلب مني أن أكتب له مقال وأنشره بأسمه في احدى الصحف اللندنية, ونزولاً عند رغبته كتبت المقال ونشرته وذيلته بأسمه.
 
 
سألته ذات يوم حول رأيه بعد أن أحبط المالكي قرار مجلس النواب العراقي الذي ينص على تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين فقط.
 
قال اصبح نظام الحكم في العراق هجين "ديموقراطي دكتاتوري" وتعجب بنفس الوقت من شخصية سياسية شيعية من حزب منافس لهم, وقال عنها هذه العبارة في اللهجة الشعبية "تنبل أبو رطبة أيدودي على حلكة الذبان تجيه رئاسة الوزراء ويرفضها" وكان العبادي يتحسر على عدم مجيء الفرصة له لنيل الرئاسة.
 
بعد أن ذهب الى التحالف الوطني وقال أنا مرشح لرئاسة الوزراء عن حزب الدعوة ودولة القانون, وصنع الفرصة لنفسه وسجل هدف الإنتصار في الوقت القاتل من زمن المباراة.
 
ضحكت مع نفسي كثيراً, وأخذت أسترجع شريط أحاديثي مع الصديق العبادي في السنين الماضية, فَرحت تارةً وتارةً أخرى قلت لعائلتي "فعلها العبادي نعم فعلها, أنه شجاع شجاع شجاع, وصدق في عهده لي في محل اللحوم الحلال عام 2006 في لندن وصَدقت توقعاته عن فشل المالكي في الحكم وترحم الكثير من الشيعة على أيام صدام السوداء لأن أيام المالكي كانت أسود.
 
ملاحظة : صديقي العبادي وبعد تكليفه برئاسة الوزراء ألغى رقم هاتفه القديم ولم أستطيع الإتصال به منذ  يوم تكليفه.