العراق.. والساسة الدمج!

الحياة الطبيعية في مجتمعنا باتت حلماً صعب التحقيق, وآلامنا ورقة رابحة عندهم, واستغلالها من قبل (الساسة الدمج)؛ بكل ما يحملونه من قبح, متناسين أنها نتاج فشلهم, في خدمة شعبهم, وعدم إعطائهم أبسط الحقوق الإنسانية, وهذا في ظل الحكومات السابقة, التي شكلت حينها على حساب دماء أبنائها ومعاناتهم, انتظرنا كثيراً ونحن بين ناريين, نار التفرقة والقتل, ونار الفقر والجهل, وفي محصلة أخيرة, لسعتنا تلك الناريين بكل قسوة.
معرفة الحق من الباطل, هو الطريق الصحيح لنصل إلى مرضاة الخالق أولاً, ولصناعة المجتمعات الكاملة والمتكاملة, وكذلك الجهاد بوجه الحكومات السلطوية والدكتاتورية ثانياً.
 نظام صدام حسين كان يمارس القمع, والقتل, والإعتقال, لإسكات الشعب؛ ومنعه من التفكير بالتغيير, أو طلب حقه ليكون شعباً حراً, ينتمي لهذه التربة الطاهرة, ويعيش حياة كريمة, مثل باقي دول الجوار .. فحزب البعث نشر جذوره في كل مفاصل الدولة, حتى تمكن من حزبنة المواطنين رغماً عنهم, في سبيل العيش بأمان, او لغرض التعيين؛ بدوائر الدولة, وكذلك أستطاع استغلال ضعفاء النفوس, للكشف عن المعارضين للحزب الأوحد, للبطش بهم, والشواهد كثيرة, أولها المقابر الجماعية, وتهجير المخالفين.
 حلم يراودنا, منذ أكثر من ثلاثة عقود, فنقلب كابوساً مرعباً بين ليلة وضحاها!, حلم طالما انتظرناه, بصبر الرجال ودعاء المحتاجين, وبقلوب أتعبها الخوف من ألا يتحقق, ولكنه أبى مفارقة الحياة من دون أن نعيشه, مما زرع الأمل فينا, لنكون أحراراً في بلادنا, بعد أن عشنا عبيداً, باحثين عن وطنيتنا المفقودة!.
المعروف لدى دول العالم, إن السياسي هو خادم للشعب, بيد أن الشعب مَن جعله يتربع على عرش السلطة, فواجب عليه خدمتهم, ولكن ما يثير الاستغراب في العراق, أن أغلب رجالات الحكم هم من نوع خاص, (قتلة يتلذذون بدماء الشعب, تجار يعتاشون على المال الحرام)؛ وهم في كلتا الحالتين يقاتلون للحفاظ على مصالحهم, وهذا ما أثبته وسيثبته التاريخ لنا.
 لنعلم جيداً, التغيير لا يأتي بالعواطف فقط, بل بالصبر والدراية؛ والإرادة الحقيقية, ولصناعة معجزة, لابد أن تحيطها الحكمة.
لا يعقل أن بلدنا عاقر, فإذا أردنا التغيير علينا ألتهيؤ, لعملية قيصرية كبرى, لولادة رجال, بحجم المسؤولية المناطة بهم, فبإتحادنا سنقف بقوة, وبتفرقنا سنسقط في الهاوية؛ لذا لا نريد كثرة المعارف, ولا كثرة الكلام, بل القليل من المصداقية, للسعي من جديد والوصول الى برِّ الأمان.