عظمة الزهراء صلوات الله عليها |
عندما ينظر الإنسان إلى العظمة الإلهية التى تجلى اللهُ بها على الزهراء سيدة النساء العالمين فإنه سيدرك بعض مقاماتها الإلهية وكمالاتها الربانية . لقد منح اللهُ عز وجل رسولَه الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عطاءاً إلهياً لا مثيل له فى العطاءات ؛ هذا العطاء الإلهي الأعظم هو ((فاطمة الزهراء)) . هذا العطاء الإلهي (( فاطمة الزهراء )) تكاثرت فيه المعانى الإلهية ، وتكاثرت فيه التجليات الإلهية . يقول الله عز وجل مخاطباً رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : {{ إنا أعطيناك الكوثر }} ، هذا العطاء الإلهي الكوثر الذى هو فاطمة الزهراء التى تجسدت فيها معانى تجلى العظمة الإلهية ، فخاطب اللهَ رسوله بصيغة الجمع {{ إنا أعطيناك }} لبيان عظمة العطاء الإلهي وجلاله فى الزهراء صلوات الله عليها . إن الخطاب الإلهي بصيغة الجمع (( إنا أعطيناك )) لم يأتِ فى القرآن الكريم إلا فى هذا الموضع ليدل بهذه الصيغة على عظمة العطاء وعظمة العطية ، فكأن الله عز وجل يقول لحبيبه ومصطفاه إن الزهراء هي عطيتى الإلهية العظمى التى أمتن بها عليك ، وشكر هذه العطية هو أن تصلي لله رافعاً يديك إلى نحرك حمداً وشكراً على هذه العطية العظمى والمنة الكبرى . وزاد الله عز وجل هذا العطاء الإلهي الأعظم الذى هو فاطمة الزهراء صلوات الله عليها تشريفاً وتكريماً وعلواً وسمواً فسمى الزهراء بالكوثر ، لكثرة التجليات الإلهية والفيوضات الربانية على الذات الفاطمية الشريفة القدسية . فالزهراء صلوات الله عليها هي المعدنُ الإلهيُّ الأنـْفَسُ المُوصِّلُ بين حقيقة النبوة وحقيقة الإمامة فهي مجمع الكمالات الإلهية ومحل العطاءات الربانية والبرزخ الفاصل بين حقيقة النبوة وحقيقة الإمامة والولاية . فالزهراء كمعدن إلهى موصل بين حقيقة النبوة وحقيقة الإمامة تمثل مظهراً كمالياً وجلالياً لتوصيل الحقائق الإلهية والمعارف الربانية والحقائق النبوية المحمدية وحقائق الإمامة والولاية إلى جميع الخلائق الكونية ويتمثل ذلك بتمامه فى مَظْهَرِ الكمالات الإلهية ومُظْهِرِ المعارف والعلوم الربانية سيدنا ومولانا الإمام المهدي عجل الله فرجه الأقدس ، ولولا وجود الزهراء صلوات الله عليها ما حدث هذا الوصل بين هذه الحقائق . والزهراء كبرزخ إلهي تمثل مظهراً جمالياً يفصل بين حقيقة النبوة المتمثلة فى الذات المحمدية وحقيقة الإمامة والولاية المتمثلة فى ذوات الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين فلا تبغى حقيقة على أخرى ، وإنما تمتزج فى الزهراء معانى حقائق النبوة ومعانى حقائق الإمامة بلطف ورأفة حتى تصل الحقائق الإلهية إلى الخلائق الكونية متمثلة فى مجلى حقيقة النبوة ومجلى حقيقة الإمامة والولاية سيدنا ومولانا الإمام المهدي عجل الله فرجه الأقدس ، ليصير إمام العصر والزمان عجل الله فرجه مجلىً تنطبع فيه كمالات الحقائق الإلهية وكمالات النبوة وكمالات الإمامة والولاية فيتحقق فيه صلوات الله عليه وعجل الله فرجه معنى العطاء الإلهي الكوثر الذى هو فاطمة الزهراء صلوات الله عليها .
|