حلها يـ العبادي

الترقب المصحوب بالقلق، يرافق مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة ، وأنظار معظم العراقيين تتطلع الى خطوات رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ، لإنجاز مهمته خلال المدة الدستورية ، وأسباب القلق وبروز المخاوف، تتعلق بتأخير تقديم المرشحين لشغل المناصب الوزارية ، لحين الانتهاء من "صفقات بيع الوزارات " بحسب تصريحات صدرت من اعضاء في مجلس النواب ، وبصرف النظر عن حقيقة ذلك ، فليس من المستبعد ان ينشغل رؤساء كتل نيابية بوضع تسعيرة مناسبة للحقائب ومنحها الى من "يدفع بالتي هي احسن" .
في زمن  حمل سيف عنتر بن شداد للدفاع عن مضارب بني عبس  بالتصريحات والأناشيد والأهازيج ، والزيارات الميدانية  لقواطع تنفيذ العمليات العسكرية لأغراض استعراضية ، ولإثبات القدرة القيادية العسكرية في الوقت الضائع ، وتوجيه رسالة الى دولة الخلافة لتشد الرحال الى الجحيم ، في ظل كل هذا الاندحار هناك من حذر من مخاطر "مفاوضات بيع الوزارات "  وانعكاس تداعياتها على الأوضاع الأمنية ، وخاصة ان الملف الأمني احتل أولوية مشاغل العراقيين ، وتقدم على الملفات الاخرى ، وما عاد نظام القطع  المبرمج للتيار الكهربائي يثير الاحتجاج الشعبي ،   نتيجة شعور المكتوين بنيران  سوء الأداء الحكومي خلال السنوات الماضية بان المرحلة  المقبلة ، ربما ستحمل بوادر لإجراء إصلاحات شاملة ، خصوصا ان الرغبة في الاصلاح كمشروع تبنته معظم  الاطراف المشاركة في الحكومة  المنتهية ولايتها ،  وعقدت اجتماعات وخاضت مفاوضات لاجراء  اصلاحات تشريعية وحكومية لحسم الخلاف السياسي الى الابد ، لكن المشروع  كوثيقة الشرف في تحقيق السلم الاجتماعي انتهى به المطاف حبرا على ورق ، فيما شهدت الساحة  العراقية مظاهر تدهور امني خطير ، استدعى التدخل الخارجي والاقليمي لحماية مضارب بني عبس من  غزو ارهابي بات يهدد امن المنطقة ومصالح الولايات المتحدة .
زيارات المسؤولين الاجانب الى بغداد خلال الاسابيع الماضية  واجتماعاتهم بقادة سياسيين ومسؤولين ، كانت تهدف الى حث  الفرقاء على الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة ، وتقديم الدعم لرئيس الوزراء المكلف لانجاز مهمته ،والامر يتطلب إبداء المزيد من المرونة بالمواقف والمشاركة في إعداد برنامج حكومي باتفاق الجميع  ، يخضع لمتابعة ومراقبة البرلمان لتنفيذ فقراته .
الحاجة ام مجيد في السبعين من عمرها ، اشتهرت  بين ابناء اسرتها ومعارفها وجيرانها في حي بغدادي شعبي   بقولها "حلها يـ العبادي "  الموجه الى المطرب الراحل عبادي العماري، ويوم كانت الحاجة في سنوات شبابها مرتبطة بعلاقة حب ، واجهت عراقيل وعقبات حالت دون ارتباطها  بحبيبها ، وحين سمعت  الراحل يغني :" هذا الفتى شاب عماري  يجول في معشر السمر " يقصد الفتيات السمراوات ، اطلقت مقولتها الشهيرة ، وبتدخل الخيرين تحققت امنيتها ،  ونقلت الى ابنائها واحفادها قولها بوصفه ذا فال حسن حين يواجه احدهم مصاعب ومشاكل.