من الممكن جدا إيجاد ذرائع وتبريرات للفشل الأمني المزمن في العراق ، والحاصل باستمرار سواء في بغداد أو في باقي المحافظات العراقية الأخرى ، كالقول ــ مثلا ــ أن السيارات المفخخة تجري عملية تلغيمها في مصنع في الفلوجة أو في الأنبار أو في جزيرة الواقواق أو في حتى المريخ ، فمن المؤكد أن هذه الذرائع والمبررات لا تعفو المسئولين والقادة الأمنيين الكبار الرئيسيين من تحمل مغبة مسئوليتهم المباشرة المتجسدة بالفشل المهني الفادح ، الذي يتطلب المساءلة والمحاسبة الصارمتين على صعيد التقصير بالواجب ، طبعا إلى جانب إجراء عملية الإعفاء من المسئولية أو التجريد من المنصب ، بغية إفساح المجال لمن يستطيع أن يقوم بمهامه وواجباته بحرفية ومهنية أفضل ، وبإتقان وإجادة ذات نتائج ملموسة على أرض الواقع ، وعلى أساس الخبرة والعلوم الاختصاصية المكتسبة في هذا المجال .. ففي العراق توجد مناطق كثيرة جدا لتفخيخ السيارات ، مثلما يوجد مجرمون وقتلة أكثر فأكثر من عراقيين سفلة وأنذال ، للقيام بعملية تفجيرها بين أسبوع وأخر أو شهر و ما يليه في وسط أناس عُزل ومسالمين وبمواظبة متواصلة مع تحديات سافرة ، سواء لأهداف عقائدية مهووسة أو بدوافع مادية بحتة ، فهذه الحقيقة بات يعرفها الجميع ، وبالتالي فلا توجد حاجة إلى مظاهرات أو تظاهرات لكي تحدث مثل هذه التفجيرات الإجرامية لكونها تحدث بدون هذا و ذاك ، ومنذ سقوط النظام السابق وحتى الآن ، وبآلاف مرات ، ولكن العبرة والخبرة الأمنيتين تكمنان في إفشال هذه العمليات الإجرامية قبل حدوثها ، حتى وهي في حالة تخطيط قبل تنفيذ ، مثلما عملت و تعمل الأجهزة ألأمنية المتمكنة والمخلصة لواجبها وشرفها المهني في العديد من الدول المعانية من ظاهرة الإرهاب .. نكرر مرة أخرى : الأجهزة الأمنية المخلصة لواجبها وشرفها المهني والنابع من شعورها الوطني الأصيل .. وليست أجهزة أمنية بائسة ومهزوزة تبيع شرفها المهني مقابل بضعة مئات أو آلاف من الدولارات ، وهي تعمد إلى إغماض عيونها اثناء مرور سيارات مفخخة ، وهي في طريقها للانفجار في وسط زحمة كبيرة من المواطنين ..
|