حزام بغداد ثانية

قبل اكثر من عامين – ومع اندلاع اول شرارة للتظاهرات واعمال العنف في سوريا ،وقبل ان تطبق عليها نسخة الارهاب التي استهدفت العراق وشعبه،وقبل ان تهجم عليها اسراب الجراد المفخخ سعوديا وقطريا ،والموجه اسرائيليا واميركيا والمدعوم فرنسيا وبريطانيا..توجسنا –وتوجس معنا كل من تعنيه مصلحة العراق من العراقيين الشرفاء.. بسطاؤهم.. ومثقفوهم..  والمخلصون من سياسييهم .. وكذلك احرار العرب والعالم .. الجميع توجسوا ونبهوا الى حجم الخطر الاضافي المحدق بالعراق جراء تداعيات الاوضاع السورية المضطربة- وكتبنا في حينها مقالة عبرت عن هذا الخوف والقلق المؤرق.المقالة كانت تحت عنوان ( ادركوا المدن الحدودية ) وقد تناولتها في حينها معظم الصحف العراقية والمواقع الالكترونية .مجمل ما قلناه :- ان المجاميع الارهابية التي تكدست في سوريا من نفايات شعوب اكثر من اربعين دولة والمدعومة  سياسيا وماليا وتسليحا واعلاما من قبل السعودية وقطر واميركا وحلفائها ..هذه المجاميع ستستهدف العراق في الحالتين :-

* في حال خسارتها -وهي مهزومة باذن الله – ستفر المجاميع المتبقية مع اسلحتها واموالها ودعمها الى المدن الحدوية العراقية يساعدها على ذلك ثلاثة امور :-

الامر الاول / امتداد الحدود بين العراق وسوريا وضعف مراقبتها وحراستها .

الامر الثاني / وجود حواظن للارهابيين في تلك المدن لأسباب معروفة.

الامر الثالث / تعويض خسارتها في سوريا خاصة وان اسقاط التجربة العراقية واعادة المعادلة الظالمة تقع في صميم اهداف دول الخليج وخاصة السعودية وقطر .

* اما في حال انتصارها  - لا قدر الله  - فستتوجه للعراق لأحتلاله  والتوسع في تنفيذ مشروعها الاجرامي مبتدأة بتلك المدن للاسباب التي ذكرناها اعلاه.

لم يتخذ اي اجراء احترازي اضافي لتعزيز قوات الحدود وتكثيف الجهد الاستخباري والمراقبة والرصد الميداني الارضي والجوي وكأن الامر لا يعني احدا فحصلت اولى الكوارث وهاهي الرمادي والفلوجة تستنزف الجهد العسكري والاقتصادي وتتسبب في ضعف وخلخلة الاوضاع الامنية في  العراق وخاصة في بغداد.وهاهي الموصل تسقط بظرف ساعات بيد الدواعش صنيعة اسرائيل وبريطانيا واميركا .وهاهي صلاح الدين وكركوك وديالى تتعرض لهجوم مكثف ومستمر من قبل قطعان داعش لاسقاطها !.وقد كنا في غنى عن ذلك لو تم ضبط الحدود.الذي نريد تكراره بعد هذا التذكير : ادركوا محيط بغداد ..تعاملوا مع هذه المدن بحكمة وذكاء ومسؤولية وجد وحزم كونها تتوفر على العوامل والاستعدادات والاسباب المتوفرة في المدن الحدودية ، وبحجم اكبر واخطر كونها تحيط العاصمة وتطوقها، وما يجري في المسيب، وجرف الصخر، وابي غريب ، والكرمة ،و المدائن ..خير شاهد ودليل .وحتى لا تتكرر كارثة الموصل والرمادي والفلوجة  وصلاح الدين وبصورة افضع واخطر وادهى نقول :- ادركوا حزام بغداد الملغوم !!.