غرائبية المكان |
اليوم في الكرادة صباحا والحرارة الطاكة طكوك تفوق تحمل السيارات اليابانية الكورية الرقيقة وبعد الفطور الصباحي في كبة السيد الشهيرة الغنية باللية واللوز والكشمش قلت لصاحبي المغترب من النرويج والمتونس من حرارة الجو وكانه يعيش في عيد واني مسلوك سلك لنتمشى قليلا لنحتسي استكانات شاي عراقي مهيل من السوداني ابو الجاي .......... ضحك صديقي المغترب ....... وقال هاي شلك بيها السالفة جاي عراقي ويسويه سوادني..... قلت له ومتى جان الشاي عراقي اصلا....... الشاي يزرع في الهند او فيتنام او النيبال او سيرلانكا........ ويغلف بماركات متعددة في دبي او لندن او الهند...... والقوري مصنع في الصين....... والاستكان في تركيا....... وماعون الشاي هندي....... والسكر مستورد من كوبا........ والماء المصنوع منه الشاي معباء في السعودية او الكويت..... والطباخ صيني والغاز المستعمل للطبخ ايراني....... والهيل هدية الله للسيخ والهندوس نشتريها من الشورجة ...... وصانع الشاي هذا من بلاد النوبة السودان اضاف طعما خاصا للشاي فتهافت عليه البغداديون الكراديون ليكون علامة مميزة من معالم المدينة.... بهت صديقي المغترب قائلا يا الله حتى الجايجية في بلدي اصبحوا ماركة.. ونحن نسير في الشوارع الفارغة من الناس الخائفة من التفجيرات وحر الشمس اللاهبة سال لعاب صديقي صارخ داطلي داطلي........ وقلت له مالك ياصديقي الم تعلمك الغربة ان تختار الطعام الجيد والمكان اللائق لتشتري منه الطعام....... قال لي الا تعرف انها كبت الطفولة الذي كنا نعيشه عندما نخرج من المدرسة بعد انتهاء الدوام ونحن نتهافت على الداطلي المنقع بالشيرة (الطاطلي او الداطلي نوع من الحلوى العراقية) ولكنك الا ترى ياصديقي كيف الذباب ينافسك عليه وهو يطير عليه قاصفا من كل الجهات..... ولكنك ياصديقي الا تلاحظ الغرائبية في المكان..... قال لي وما المفارقة الغرائبية في المكان...... قلت اترى كيف بائع الداطلي يعرض بضاعته في الهواء الطلق وخلفه بائع الاحذية يعرض بضاعته بصوره انيقة ونظيفة ومرتبة خلف الزجاج...... ضحك صديقي قائلا نحن العراقيين دائما نهتم بالكلاش(حذاء فلكلوري عراقي ) ولانهتم بالفم واللسان...... قلت له مؤيدا نعم ياصديقي ولذلك نردد دوما في تحدينا للاخرين اللي مايفيد وياه الحجي يفيد وياه الجلاق....... ****الجلاق هو الركل من الخلف
|