على حس الطبل خفن يا رجليه

مَثلٌ من أمثالنا المعروفة , يُضرب للتعبير عن السلوك الإندفاعي الإنفعالي , الخالي من معايير التقدير والتقييم والتفكير بالنتائج والمضاعفات الناجمه عنه.

كما يشير لرغبة سلوكية جاهزة للإنطلاق لأي سبب من الأسباب.

يَحضر هذا المثل , عند متابعة سيل المقالات والتصريحات والخطابات تجاه ما يحصل في المنطقة والعالم من أحداث وتطورات.

إذ تجدنا نكتب ونكتب ونسرف بالكتابة والأقوال في المواقع الإليكترونية والتواصل الإجتماعي , وكأننا ننتظر الأحداث والتفاعلات, لكي نسكب ما فينا من غيظ ومشاعر سلبية تشوش البصيرة وتحيلنا إلى قِشش في مهب الريح , حتى لتلهو بنا الأيام وتهزأ منا الأقوام!!

هكذا تجدنا ننطلق بلا دراسة وبحث وإستقصاء ونظر وتفكير , وتحسّب ومعايير وضوابط وقيم وأخلاق وطنية وإنسانية ومصيرية ومسؤولية.

نكتب فيندلق ما فينا في كل مكان , ونحسب بأننا قد أنجزنا عملا مهما وساهمنا في صناعة الحياة , وما نحن إلا شركاء في المصائب والملمات , ومن الذين يوقدون جحيمات المآسي والويلات عن قصد أو غير قصد.

فاتقوا الله فيما تكتبون وتنطقون , وإن لم تتقوا الله , فاتقوا ضمائركم , وإن فُقِدت الضمائر , فاتقوا أنفسكم !!

فالمصيبة تتعاظم , والأقلام سكرى غادرتها آليات التبصر , وتتفاعل بأساليب تقضي بالإندفاع الأهوج في مسيرة الإنقراض , والإتلاف للوجود الإنساني في المنطقة , وتحويلها إلى قبائل عمياء تعيد مصائب داحس والغبراء , بإندحارها في صراعات وحروب شعواء , تأكل الأخضر واليابس والفاعل والمفعول به , فكل موجود سيكون سجيرا , وكل شيئ يراد له أن يكون رمادا.

وما يُضحك في شر البلية المتفاقمة , أن الموجودات تبدو وكأنها تحولت إلى بضاعة عدوانية في مزادات التدمير الشامل لكل ما يشير إليها , ويعبر عن ملامحها وتأريخها , حتى لتتعجب من قولها وفعلها وسلوكها المبيد لذاتها وموضوعها!

فهل من يقظة ضمير , وصحوة عقل , ومن قلم حصيف؟!!