نظرية مؤامرة.. أم لعبة سياسية

ما زال العراق يقبع تحت مؤامرة عالمية كبرى متعددة الاطراف باتت واضحة المعالم لجميع الناس على الرغم من تباين ثقافاتهم وتنوع انتماءاتهم السياسية والدينية والإثنية والقومية... لا اقول هذا انطلاقاً من (مركب نفسي) أو مخيال جمعي رمي به العقل العربي-الإسلامي حيث تم تشخيصه بأنه خاضع لاشعورياً لعقدة أو أزمة بفعل عوامل الاستضعاف التاريخي فصار ينظر إلى الأمور بالاستناد إلى رؤية لاواقعية اطلقوا عليها: (نظرية المؤامرة). مع أنها في حقيقتها لا تعدو أن تكون مجرد اداة تبريرية يستعملها الغرب ضدنا للتغطية على ممارساتهم العدائية ومخططاتهم الاستقوائية... حينما أصف ما يجري في العراق وفي المنطقة بأنه (مؤامرة) أصفه كذلك انطلاقاً من وقائع ومستدات أفلتت عن الرقابة وانتشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي غير قابلة للدحض أو التمويه أو التزييف، وهي من الوضوح بحيث يفهمها من له أدنى إلمامة بالسياسة الدولية والإقليمية الراهنة، فما كشفه جوليان اسانج وادوارد سنودن من وثائق سرية فضحت التوجهات العدائية فضلاً عن التدخلات الخفية لأجهزة الاستخبارات العالمية، لاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية المتحالفة معها، يقدم الأدلة القاطعة على وجود مؤامرة عالمية تنفذ بخبرات صهيوأمريكية ساحتها الشرق الأوسط برمته، وذلك من أجل إغراق المنطقة في دوامة من الصراعات وتحويلها لتصير مَخْبَراً شاسعاً للتجريب والتنفيذ الاستراتيجي باستخدام واستقدام مختلف الأدوات السياسية والآيديولوجية والعسكرية والاقتصادية بله والثقافية أيضاً. لم يعد الأمر خافياً على أحد أن الأهداف المرسومة على تنوعها تلتقي في هدف رئيسي مزدوج: تكريس تبعية هذه المنطقة وإخضاعها للسيطرة (بمفهوم استعماري جديد) وادّخارها مجالاً حيوياً مستقبلياً للغرب، وإفشال أي مشروع نهضوي مستقبلي يتوقع له أن يبرز من هاهنا ليشكل خطراُ على الحضارة الغربية العولمية. إن التصريحات التي يطلقها الساسة المخضرمون في الدول العظمى عبر وسائل الإعلام والتي تتضمن اعترافات صريحة أو ضمنية بالمخططات الجاري تنفيذها على الساحة الشرق الأوسطية لا تدع مجالاً للشك أو التردد في أن ما يجري محلياً وإقليمياً إن هو إلا مؤامرة كبرى..